1 - (طه) الله أعلم بمراده بذلك
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما أنزل الله عليه الوحي يقوم على صدور قدميه إذا صلى فأنزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
واخرج عبد الله بن حميد في تفسيره عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه ليقوم على كل رجل حتى نزلت ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال قالوا لقد شقي هذا الرجل بربه فأنزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
قال أبو جعفر محمد بن جرير: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله "طه" فقال بعضهم : معناه يا رجل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا أبو تميلة، عن الحسن بن واقد، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة، عن ابن عباس : طه : بالنبطية : يا رجل.
حدثني محمد بن سعد، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله "طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" فإن قومه قالوا : لقد شقي هذا الرجل بربه ، فأنزل الله تعالى ذكره "طه" يعني : يا رجل "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن مسلم ، ويعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير، أنه قال : طه : يا رجل بالسريانية.
قال ابن جريج : وأخبرني زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة، عن ابن عباس ، بذلك أيضاً. قال ابن جريج ، وقال مجاهد، ذلك أيضاً.
حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال : ثنا عبد الوارث بن سعيد، قال : ثنا عمارة، عن عكرمة، في قوله : "طه" قال : يا رجل ، كلمه بالنبطية.
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبد الله ، عن عكرمة، في قوله "طه" قال : بالنبطية : يا إنسان.
حدثنا محمد بن بشار، قال : ثنا أبو عاصم ، عن قرة بن خالد، عن الضحاك ، في قوله "طه" قال : يا رجل بالنبطية.
حدثنا محمد بن بشار، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن حصين ، عن عكرمة في قوله "طه" قال : يا رجل.
حدثنا بشر، قان : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة، قوله "طه" قال : يا رجل ، وهي بالسريانية.
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر، عن قتادة والحسن في قوله "طه" قالا : يا رجل.
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ، يقول : أخبرنا عبيد، يعنيابن سليمان ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله "طه" قال : يا رجل.
وقال آخرون : هو اسم من أسماء الله ، وقسم أقسم الله به.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله "طه" قال : فإنه قسم أقسم الله به ، وهو اسم من أسماء الله.
وقال آخرون : هو حروف هجاء.
وقال آخرون : هو حروف مقطعة يدل كل حرف منها على معنى، واختلفوا في ذلك اختلافهم في الم ، وقد ذكرنا ذلك في مواضعه ، وبينا ذلك بشواهده.
والذي هو أولى بالصواب عندي من الأقوال فيه : قول من قال : معناه : يا رجل ، لأنها كلمة معروفة في عك فيما بلغني ، وأن معناها فيهم : يا رجل ، أنشدت لمتمم بن نويرة:
هتفت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا
وقال آخرون:
إن السفاهة طه من خلائقكم لا بارك الله في القوم الملاعين
فإذا كان ذلك معروفاً فيهم على ما ذكرنا، فالواجب أن يوجه تأويله إلى المعروف فيهم من معناه ، ولا سيما إذا وافق ذلك تأويل أهل العلم من الصحابة والتابعين.
سورة طه عليه السلام مكية في قول الجميع. نزلت قبل إسلام عمر رضي الله عنه. روى الدارقطني في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
خرج عمر متقلداً بسيف، فقيل له: إن ختنك قد صبوا فأتاهما عمر وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب، وكانوا يقرؤون ((طه)). فقال: أعطوني الكتاب الذي عندكم فأقرؤه - وكان عمر رضي الله عنه يقرأ الكتب - فقالت له أخته: إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ فقام عمر رضي الله عنه وتوضأ وأخذ الكتاب فقرأ ((طه)). وذكره ابن إسحاق مطولاً: فإن عمر خرج متوشحاً سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتله، فلقيه نعيم بن عبد الله، فقال: أين تريد يا عمر؟فقال: أريد محمداً هذا الصابىء، الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله. فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً؟! أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم؟!. فقال: وأي أهل بيتي؟. قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة بنت الخطاب، فقد والله أسلما وتابعا محمداً على دينه فعليك بهما. قال: فرجع عمر عامداً إلى أخته وختنه، وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها ((طه)) يقرئهما إياها، فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب في مخدع لهم أو في بعض البيت، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها، وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما، فلما دخل قال: ما هذه الهينمة التي سمعت؟قالا له: ما سمعت شيئاً. قال: بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمداً على دينه. وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها. فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه: نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فصنعا ما بدا لك. ولما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع فارعوى، وقال لأخته: أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤونها آنفاً أنظر ما هذا الذي جاء به محمد. وكان عمر كاتباً، فلما قال ذلك قالت له أخته: إنا نخشاك عليها. قال لها: لا تخافي وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها، فلما قال ذلك طمعت في إسلامه، فقالت له: يا أخي إنك نجس على شركك، وأنه لا يمسها إلا الطاهر. فقام عمر واغتسل، فأعطته الصحيفة وفيها ((طه)) فلما قرأ منها صدراً قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! فلما سمع ذلك خباب خرج إليه، فقال له: يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه، فإني سمعته أمس وهو يقول: " اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب " فالله الله يا عمر. فقال له عند ذلك: فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم، وذكر الحديث.
مسألة: أسند الدارمي أبو محمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تبارك وتعالى قرأ ((طه)) و ((يس)) قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبى لأمة ينزل هذا عليها وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تتكلم بهذا " قال ابن فورك معنى قوله: " إن الله تبارك وتعالى قرأ ((طه)) و ((يس)) " أي أظهر وأسمع وأفهم كلامه من أراد من خلقه من الملائكة في ذلك الوقت، والعرب تقول: قرأت الشيء إذا تتبعته، وتقول: ما قرأت هذه الناقة في رحمها سلاً قط، أي ما ظهر فيها ولد، فعلى هذا يكون الكلام سائغاً، وقرأته أسماعه وأفهامه بعبارات يخلقها وكتابة يحدثها. وهي معنى قولنا: قرأنا كلام الله، ومعنى قوله: " فاقرؤوا ما تيسر من القرآن " [المزمل: 20]، " فاقرؤوا ما تيسر منه " [المزمل: 20]. ومن أصحابنا من قال معنى قوله: " قرأ " أي تكلم به، وذلك مجاز كقولهم: ذقت هذا القول ذواقاً بمعنى اختبرته. ومنه قوله: " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " [النمل: 112] أي ابتلاهم الله تعالى به، فسمى ذلك ذوقاً، والخوف لا يذاق على الحقيقة، لأن الذوق في الحقيقة بالفم دون غيره من الجوارح. قال ابن فورك: وما قلناه أولاً أصح في تأويل هذا الخبر، لأن كلام الله تعالى أزلي قديم سابق لجملة الحوادث، وإنما أسمع وأفهم من أراد من خلقه على ما أراد في الأوقات والأزمنة، لا أن عين كلامه يتعلق وجوده بمدة وزمان.
قوله تعالى: " طه " اختلف العلماء في معناه، فقال الصديق رضي الله تعالى عنه: هو من الأسرار، ذكره الغزنوي . ابن عباس: معناه يا رجل، ذكره البيهقي. وقيل: إنها لغة معروفة في عكل. وقيل: في عك، قال الكلبي : لو قلت في عك لرجل يا رجل لم يجب حتى تقول طه. وأنشد الطبري في ذلك فقال:
دعوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا
ويروى: مزايلا. وقال عبد الله بن عمرو: يا حبيبي بلغة عك، ذكره الغزنوي وقال قطرب: هو بلغة طيء، وأنشد ليزيد بن المهلهل:
إن السفاهة طه من شمائلكم لا بارك الله في القوم الملاعين
وكذلك قال الحسن : معنى " طه " يا رجل. وقاله عكرمة، وقال: هو بالسريانية كذلك، ذكره المهدوي، وحكاه الماوردي عن ابن عباس أيضاً و مجاهد . وحكى الطبري أنه بالنبطية يا رجل. وهذا قول السدي وسعيد بن جبير وابن عباس أيضاً، قال:
إن السفاهة طه من خلائقكم لا قدس الله أرواح الملاعين
وقال عكرمة أيضاً: هو كقولك يا رجل بلسان الحبشة، ذكره الثعلبي . والصحيح أنها وإن وجدت في لغة أخرى فإنها من لغة العرب كما ذكرنا، وأنها لغة يمنية في عك وطيء وعكل أيضاً. وقيل: هو اسم من أسماء الله تعالى، وقسم أقسم به. وهذا أيضاً مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقيل: هو اسم للنبي صلى الله عليه وسلم سماه الله تعالى به كما سماه محمداً. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" لي عند ربي عشرة أسماء " فذكر أن فيها طه ويس، وقيل: هو اسم للسورة، ومفتاح لها. وقيل: إنه اختصار من كلام الله خص الله تعالى رسوله بعلمه. وقيل: إنها حروف مقطعة، يدل كل حرف منها على معنى، واختلف في ذلك، فقيل الطاء شجرة طوبى، والهاء النار الهاوية، والعرب تعبر عن الشيء كله ببعضه، كأنه أقسم بالجنة والنار. وقال سعيد بن جبير: الطاء افتتاح اسمه طاهر وطيب، والهاء افتتاح اسمه هادي. وقيل: طاء يا طامع الشفاعة للأمة، هاء يا هادي الخلق إلى الله. وقيل: الطاء من الطهارة، والهاء من الهداية، كأنه يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام: يا طاهراً من الذنوب، يا هادي الخلق إلى علام الغيوب. وقيل: الطاء طبول الغزاة، والهاء هيبتهم في قلوب الكافرين. بيانه قوله تعالى: " سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب " [آل عمران: 151] وقوله: " وقذف في قلوبهم الرعب " [الأحزاب: 26]. وقيل: الطاء طرب أهل الجنة في الجنة، والهاء هوان أهل الناء في النار. وقول سادس: إن معنى " طه " طوبى لمن اهتدى، قاله مجاهد ومحمد بن الحنفية. وقول سابع: إن معنى " طه " طإ الأرض، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحمل مشقة الصلاة حتى كادت قدماه تتورم، ويحتاج إلى الترويح بين قدميه، فقيل له: طإ الأرض، أي لا تتعب حتى تحتاج إلى الترويح، حكاه ابن الأنباري . وذكر القاضي عياض في الشفاء أن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله تعالى " طه " يعني طإ الأرض يا محمد " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ". الزمخشري : وعن الحسن " طه " وفسر بأنه أمر بالوطء، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه، فأمر أن يطأ الأرض بقدميه معاً، وأن الأصل طأ فقلبت همزته هاء كما قلبت ألفاً في ((يطا)) فيمن قال:
... ... لا هناك المرتع
ثم بنى عليه هذا الأمر، والهاء للسكت. وقال مجاهد : كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يربطون الحبال في صدورهم في الصلاة بالليل من طول القيام، ثم نسخ ذلك بالفرض، فنزلت هذه الآية. وقال الكلبي : لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة، واشتدت عبادته، فجعل يصلي الليل كله زماناً حتى نزلت هذه الآية، فأمره الله تعالى أن يخفف عن نفسه فيصلي وينام، فنسخت هذه الآية قيام الليل، فكان بعد هذه الآية يصلي وينام. وقال مقاتل و الضحاك : فلما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قال هو وأصحابه فصلوا فقال كفار قريش: ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقى، فأنزل الله تعالى " طه " يقول: يا رجل " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " أي لتتعب، على ما يأتي. وعلى هذا القول: إن " طه " طاها أي طإ الأرض، فتكون الهاء والألف ضمير الأرض، أي طإ الأرض برجليك في صلواتك، وخففت الهمزة فصارت ألفاً ساكنة. وقرأت طائفة " طه " وأصله طأ بمعنى طإ الأرض فحذفت الهمزة وأدخلت هاء السكت. وقال زر بن حبيش: قرأ رجل على عبد الله بن مسعود " طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " فقال له عبد الله: " طه " فقال: يا أبا عبد الرحمن أليس قد أمر أن يطأ الأرض برجله أو بقدميه. فقال " طه " كذلك أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمال أبو عمرو وأبو إسحاق الهاء وفتحا الطاء. وأمالهما جميعاً أبو بكر وحمزة و الكسائي و الأعمش . وقرأهما أبو جعفر وشيبة ونافع بين اللفظين، واختاره أبو عبيد. الباقون بالتفخيم. قال الثعلبي : وهي كلها لغات صحيحة فصيحة. النحاس : لا وجه للإمالة، عند أكثر أهل العربية لعلتين: إحداهما أنه ليس هاهنا ياء ولا كسرة فتكون الإمالة، والعلة الأخرى أن الطاء من الحروف الموانع للإمالة، فهاتان علتان بينتان.
سورة طه
وهي مكية
روى إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد عن زياد بن أيوب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة ـ يعني عبد الرحمن بن يعقوب ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام, فلما سمعت الملائكة قالوا: طوبى لأمة ينزل عليهم هذا, وطوبى لأجواف تحمل هذا, وطوبى لألسن تتكلم بهذا" هذا حديث غريب وفيه نكارة, و إبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما.
بسم الله الرحمـن الرحيم
قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسين بن محمد بن شيبة الواسطي , حدثنا أبو أحمد ـ يعني الزبيري ـ أنبأنا إسرائيل عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: طه يا رجل, وهكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء ومحمد بن كعب وأبي مالك وعطية العوفي والحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن أبزى أنهم قالوا: طه بمعنى يا رجل.. وفي رواية عن ابن عباس وسعيد بن جبير والثوري أنها كلمة بالنبطية معناها يا رجل. وقال أبو صالح : هي معربة.
وأسند القاضي عياض في كتابه الشفاء من طريق عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا هاشم بن القاسم عن ابن جعفر عن الربيع بن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى " , فأنزل الله تعالى: "طه" يعني: طأ الأرض يا محمد "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" ثم قال: ولا يخفى بما في هذا الإكرام وحسن المعاملة وقوله: " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " قال جويبر عن الضحاك : لما أنزل الله القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم قام به هو وأصحابه, فقال المشركون من قريش: ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى, فأنزل الله تعالى: " طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى " فليس الأمر كما زعمه المبطلون, بل من آتاه الله العلم فقد أراد به خيراً كثيراً, كما ثبت في الصحيحين عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال: حدثنا أحمد بن زهير , حدثنا العلاء بن سالم , حدثنا إبراهيم الطالقاني , حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب , عن ثعلبة بن الحكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي" إسناده جيد, وثعلبة بن الحكم هذا هو الليثي , ذكره أبو عمر في استيعابه, وقال: نزل البصرة ثم تحول إلى الكوفة, وروى عنه سماك بن حرب .
وقال مجاهد في قوله: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" هي كقوله: " فاقرؤوا ما تيسر منه " وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة. وقال قتادة : " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " لا والله ما جعله شقاء, ولكن جعله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة "إلا تذكرة لمن يخشى" إن الله أنزل كتابه وبعث رسوله رحمة رحم بها عباده ليتذكر ذاكر, وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر أنزل الله فيه حلاله وحرامه.
وقوله: "تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى" أي هذا القرآن الذي جاءك يا محمد هو تنزيل من ربك, رب كل شيء ومليكه القادر على ما يشاء, الذي خلق الأرض بانخفاضها وكثافتها, وخلق السموات العلى في ارتفاعها ولطافتها, وقد جاء في الحديث الذي صححه الترمذي وغيره أن سمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام, وبعد ما بينها والتي تليها مسيرة خمسمائة عام, وقد أورد ابن أبي حاتم ههنا حديث الأوعال من رواية العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه. وقوله: "الرحمن على العرش استوى" تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته أيضاً, وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل.
وقوله: "له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" أي الجميع ملكه, وفي قبضته, وتحت تصرفه ومشيئته وإرادته وحكمه, وهو خالق ذلك ومالكه وإلهه لا إله سواه ولا رب غيره. وقوله: "وما تحت الثرى" قال محمد بن كعب : أي ما تحت الأرض السابعة. وقال الأوزاعي : إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعباً سئل فقيل له: ما تحت هذه الأرض ؟ فقال: الماء. قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض. قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الماء قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض. قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الماء, قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض, قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الماء, قيل: وما تحت الماء ؟ قال: الأرض, قيل: وما تحت الأرض ؟ قال: الصخرة, قيل: وما تحت الصخرة ؟ قال: ملك, قيل: وما تحت الملك ؟ قال: حوت معلق طرفاه بالعرش, قيل: وما تحت الحوت ؟ قال: الهواء والظلمة وانقطع العلم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب , حدثنا عمي , حدثنا عبد الله بن عياش , حدثنا عبد الله بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام, والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء, والحوت على صخرة, والصخرة بيد الملك, والثانية سجن الريح, والثالثة فيها حجارة جهنم, والرابعة فيها كبريت جهنم, والخامسة فيها حيات جهنم, والسادسة فيها عقارب جهنم, والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه, فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء أطلقه" وهذا حديث غريب جداً, ورفعه فيه نظر.
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا أبو موسى الهروي عن العباس بن الفضل قال: قلت ابن الفضل الأنصاري ؟ قال: نعم, عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال: " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك, فأقبلنا راجعين في حر شديد, فنحن متفرقون بين واحد واثنين منتشرين, قال وكنت في أول العسكر إذا عارضنا رجل فسلم, ثم قال: أيكم محمد ؟ ومضى أصحابي ووقفت معه, فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل في وسط العسكر على جمل أحمر مقنع بثوبه على رأسه من الشمس, فقلت: أيها السائل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاك, فقال: أيهم هو ؟ فقلت: صاحب البكر الأحمر, فدنا منه فأخذ بخطام راحلته, فكف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت محمد ؟ قال: نعم. قال: إني أريد أن أسألك عن خصال لا يعلمهن أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان ؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما شئت قال: يا محمد أينام النبي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنام عيناه ولا ينام قلبه قال: صدقت ثم قال: يا محمد من أين يشبه الولد أباه وأمه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء الرجل أبيض غليظ, وماء المرأة أصفر رقيق, فأي الماءين غلب على الاخر نزع الولد فقال: صدقت, فقال: ما للرجل من الولد, وما للمرأة منه ؟ فقال للرجل العظام والعروق والعصب, وللمرأة اللحم والدم والشعر قال: صدقت, ثم قال: يا محمد ما تحت هذه ؟ ـ يعني الأرض ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق فقال: فما تحتهم ؟ قال أرض. قال: فما تحت الأرض ؟ قال: الماء. قال: فما تحت الماء ؟ قال: ظلمة. قال: فما تحت الظلمة ؟ قال: الهواء. قال: فما تحت الهواء ؟ قال: الثرى. قال: فما تحت الثرى ؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء, وقال: انقطع علم الخلق عند علم الخالق, أيها السائل ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فقال صدقت, أشهد أنك رسول الله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس هل تدرون من هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال هذا جبريل عليه السلام". هذا حديث غريب جداً, وسياق عجيب, تفرد به القاسم بن عبد الرحمن هذا, وقد قال فيه يحيى بن معين : ليس يساوي شيئاً, وضعفه أبو حاتم الرازي , وقال ابن عدي : لا يعرف. قلت: وقد خلط في هذا الحديث, ودخل عليه شيء في شيء وحديث في حديث, وقد يحتمل أنه تعمد ذلك أو أدخل عليه فيه, والله أعلم.
وقوله: " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى " أي أنزل هذا القرآن الذي خلق الأرض والسموات العلى الذي يعلم السر وأخفى, كما قال تعالى: "قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : "يعلم السر وأخفى" قال: السر ما أسره ابن آدم في نفسه "وأخفى" ما أخفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه, فالله يعلم ذلك كله, فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد, وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة, وهو قوله: "ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة" وقال الضحاك "يعلم السر وأخفى" قال: السر ما تحدث به نفسك, وأخفى ما لم تحدث به نفسك بعد.
وقال سعيد بن جبير : أنت تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم ما تسر غداً, والله يعلم ما تسر اليوم وما تسر غداً, وقال مجاهد "وأخفى" يعني الوسوسة, وقال أيضاً هو و سعيد بن جبير "وأخفى" أي ما هو عالمه مما لم يحدث به نفسه. وقوله: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى" أي الذي أنزل عليك القرآن, هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى, وقد تقدم بيان الأحاديث الواردة في الأسماء الحسنى في أواخر سورة الأعراف ولله الحمد والمنة.
هي مكية وآياتها مائة وخمس وثلاثون آية.
قال القرطبي: مكية في قول الجميع. وأخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة طه بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج الدارمي وابن خزيمة في التوحيد، والعقيلي في الضعفاء، والطبراني في الأوسط، وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبى لأمة ينزل عليها هذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا، وطوبى لألسنة تكلمت بهذا". قال ابن خزيمة بعد إخراجه: حديث غريب، وفيه نكارة، وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما، يعني إبراهيم بن مهاجر بن سمار وشيخه عمر بن حفص بن ذكوان وهما من رجال إسناده. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيب السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول، وأعطيت سورة طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة". وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل قرآن يوضع عن أهل الجنة فلا يقرأون منه شيئاً إلا سورة طه ويس، فإنهم يقرأون بهما في الجنة". وأخرج الدارقطني في سننه عن أنس بن مالك، فذكر قصة عمر بن الخطاب مع أخته وخباب وقراءتهما طه، وكان ذلك بسبب إسلام عمر، والقصة مشهورة في كتب السير.
قوله: 1- "طه" قرأ بإمالة الهاء وفتح الطاء أبو عمرو وابن أبي إسحاق، وأمالهما جميعاً أبو بكر وحمزة والكسائي والأعمش. وقرأهما أبو جعفر وشيبة ونافع بين اللفظين، واختار هذه القراءة أبو عبيد. وقرأ الباقون بالتفخيم. قال الثعلبي: وهي كلها لغات صحيحة فصيحة. وقال النحاس: لا وجه للإمالة عند أكثر أهل العربية لعلتين: الأولى أنه ليس ها هنا ياء ولا كسرة حتى تكون الإمالة، والعلة الثانية أن الطاء من موانع الإمالة.
وقد اختلف أهل العلم في معنى هذه الكلمة على أقوال: الأول أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به، والثاني أنها بمعنى يا رجل في لغة عكل، وفي لغة عك. قال الكلبي: لو قلت لرجل من عك يا رجل لم يجب حتى تقول طه، وأنشد ابن جرير في ذلك:
دعوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلاً
ويروى مزايلاً، وقيل إنها في لغة عك بمعنى يا حبيبي. وقال قطرب: هي كذلك في لغة طي: أي بمعنى يا رجل، وكذلك قال الحسن وعكرمة. وقيل هي كذلك في اللغة السريانية، حكاه المهدوي. وحكى ابن جرير أنها كذلك في اللغة النبطية، وبه قال السدي وسعيد بن حبين. وحكى الثعلبي عن عكرمة أنها كذلك في لغة الحبشة، ورواه عن عكرمة، ولا مانع من أن تكون هذه الكلمة موضوعة لذلك المعنى في تلك اللغات كلها إذا صح النقل. القول الثالث: أنها اسم من أسماء الله سبحانه. والقول الرابع أنها اسم للنبي صلى الله عليه وسلم. القول الخامس أنها اسم للسورة. القول السادس أنها حروف مقطعة يدل كل واحد منها على معنى. ثم اختلفوا في هذه المعاني التي تدل عليها هذه الحروف على أقوال كلها متكلفة متعسفة. القول السابع أن معناها طوبى لمن اهتدى. القول الثامن أن معناها: طإ الأرض يا محمد. قال ابن الأنباري: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحمل مشقة الصلاة حتى كادت قدماه تتورم ويحتاج إلى التروح، فقيل له طإ الأرض: أي لا تتعب حتى تحتاج إلى التروح. وحكى القاضي عياض في الشفاء عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله "طه" يعني طإ الأرض يا محمد، وحكي عن الحسن البصري أنه قرأ طه على وزن دع أمر بالوطء، والأصل طأ فقلبت الهمزة هاء. وقد حكي الواحدى عن أكثر المفسرين أن هذه الكلمة معناها: يا رجل، يريد النبي صلى الله عليه وسلم قال: وهو قول الحسن وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة ومجاهد وابن عباس في رواية عطاء والكلبي غير أن بعضهم يقول: هي بلسان الحبشة والنبطية والسريانية، ويقول الكلبي: هي بلغة عك. قال ابن الأنباري: ولغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا المعنى، لأن الله سبحانه لم يخاطب نبيه بلسان غير قريش انتهى. وإذا تقرر أنها لهذا المعنى في لغة من لغات العرب كانت ظاهرة المعنى واضحة الدلالة خارجة عن فواتح السور التي قدمنا بيان كونها من المتشابه في فاتحة سورة البقرة، وهكذا إذا كانت لهذا المعنى في لغة من لغات العجم واستعملها العرب في كلامها في ذلك المعنى كسائر الكلمات العجمية التي استعملتها العرب الموجودة في الكتاب العزيز، فإنها صارت بذلك الاستعمال من لغة العرب.
1 - مكية .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، أخبرنا أبو جعفر الرياني ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا ابن أبي أويس ، حدثني أبي عن أبي بكر الهزلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أعطيت السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الأول ،وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصل نافلةً " .
" طه " ، قرأ أبو عمرو بفتح الطاء وكسر الهاء ، ويكسرهما حمزة و الكسائي و أبو بكر ، والباقون بفتحهما .
قيل : هو قسم . وقيل : اسم من أسماء الله تعالى .
وقال مجاهد ، و الحسن ، و عطاء ، و الضحاك : معناه يا رجل .
وقال قتادة : هو يا رجل بالسريانية .
وقال الكلبي : هو يا إنسان بلغة عك .
وقال مقاتل بن حيان : معناه طأ الأرض بقدميك ، يريد : في التهجد .
وقال محمد بن كعب القرظي : أقسم الله عز وجل بطوله وهدايته .
قال سعيد بن جبير : الطاء افتتاح اسمه الطاهر ، والهاء افتتاح اسمه هاد .
وقال الكلبي : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة حتى كان يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه ، وكان يصلي الليل كله ، فأنزل الله هذه الآية ، وأمره أن يخفف على نفسه فقال :
1ـ " طه " فخمها قالون و ابن كثير و ابن عامر و حفص
و ويعقوب على الأصل ، وفخم الطاء وحده أبو عمرو و ورش
لاستعلائه وأمالها الباقون . وهما من أسماء الحروف . وقيل معناه يا رجل على لغة عك ، فإن صح فلعل أصله يا هذا فتصرفوا فيه بالقلب والاختصار والاستشهاد بقوله :
إن السفاهة طاها فين خلائقكم لا قدس الله أخلاق الملاعين
ضعيف لجواز أن يكون قسماً كقوله حم لا ينصرون ، وقرئ " طه " على أنه أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يطأ الأرض بقدميه ، فإنه كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه وأن أصله طأ فقلبت همزته هاء أو قلبت في يطأ ألفاً كقوله : لا هناك المرتع . ثم بنى عليه الأمر وضم إليه هاء السكت وعلى هذا يحتمل أن يكون أصل " طه " طأها والألف مبدلة من الهمزة والهاء كناية الأرض ، لكن يرد ذلك كتابتهما على صورة الحرف وكذا التفسير بيا رجل أو اكتفى بشطري الكلمتين وعبر عنهما باسمهما .
Surah 20. Ta-ha
1. Ta. Ha.
SURA 20: TA.HA
1 - Ta. Ha.