100 - (قل) لهم (لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي) من الرزق والمطر (إذا لأمسكتم) لبخلتم (خشية الإنفاق) خوف نفادها بالإنفاق فتقتروا (وكان الإنسان قتورا) بخيلا
يقول تعالى ذكره لنبيه : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : لو أنتم أيها الناس تملكون خزائن أملاك ربي من الأموال . وعنى بالرحمة في هذا الموضع : المال " إذا لأمسكتم خشية الإنفاق " يقول : إذن لبخلتم به ، فلم تجودوا بها على غيركم ، خشية من الإنفاق والإقتار. 2732 2 -كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس " إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق " قال : الفقر.
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " خشية الإنفاق " أي خشيه الفاقة .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، مثله .
وقوله " وكان الإنسان قتوراً " يقول : وكان الإنسان بخيلاً ممسكاً.
كما حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " وكان الإنسان قتوراً " يقول : بخيلاً .
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس ، في قوله " وكان الإنسان قتوراً " قال : بخيلاً . 2737 2 - حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وكان الإنسان قتوراً " قال : بخيلاً، ممسكاً. وفي القتور في كلام العرب لغات أربع ، يقال : قتر فلان يقتر ويقتر، وقتر يقتر، وأقتر يقتر، كما قال أبو دواد :
لا أعد الإقتار عدماً ولكن فقد من قد رزيته الإعدام
قوله تعالى : " قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي " أي خزائن الأرزاق ، وقيل : خزائن النعم ، وهذا أعم ، " إذا لأمسكتم خشية الإنفاق " من البخل ، وهو جواب قولهم : ( لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ) حتى نتوسع في المعيشة ، أي لو توسعتم لبخلتم أيضاً ، وقيل : المعنى لو ملك أحد المخلوقين خزائن الله لما جاد بها كجود الله تعالى ، لأمرين :
أحدهما : أنه لا بد أن يمسك منها لنفقته وما يعود بمنفعته .
الثاني : أنه يخاف الفقر ويخشى العدم ، والله تعالى يتعالى في جودوه عن هاتين الحالتين ، والإنفاق في هذه الآية بمعنى الفقر ، قاله ابن عباس و قتادة ، وحكى أهل اللغة أنفق وأصرم وأعدم وأقتر إذا قل ماله " وكان الإنسان قتورا " أي بخيلاً مضيقاً ، يقال : قتر على عياله يقتر ويقتر قتراً وقتوراً إذا ضيق عليهم في النفقة ، وكذلك التقتير والإقتار ، ثلاث لغات ، واختلف في هذه الآية على قولين :
أحدهما : أنها نزلت في المشركين خاصة ، قاله الحسن .
والثاني : أنها عامة ، وهو قول الجمهور ، وذكر الماوردي .
يقول تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه: قل لهم يا محمد لو أنكم أيها الناس تملكون التصرف في خزائن الله لأمسكتم خشية الإنفاق, قال ابن عباس وقتادة : أي الفقر, خشية أن تذهبوها مع أنها لا تفرغ ولا تنفد أبداً, لأن هذا من طباعكم وسجاياكم, ولهذا قال: "وكان الإنسان قتوراً" قال ابن عباس وقتادة : أي بخيلاً منوعاً, وقال الله تعالى: "أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيراً" أي لو أن لهم نصيباً في ملك الله لما أعطوا أحداً شيئاً ولا مقدار نقير, والله تعالى يصف الإنسان من حيث هو إلا من وفقه الله وهداه, فإن البخل والجزع والهلع صفة له, كما قال تعالى: " إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين " ولهذا نظائر كثيرة في القرآن العزيز, ويدل هذا على كرمه وجوده وإحسانه, وقد جاء في الصحيحين "يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار, أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض, فإنه لم يغض ما في يمينه".
ثم لما وقع من هؤلاء الكفار طلب إجراء الأنهار والعيون في أراضيهم لتتسع معايشهم، بين الله سبحانه أنهم لا يقنعون، بل يبقون على بخلهم وشحهم فقال: 100- "قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي" أنتم مرتفع على أنه فاعل فعل محذوف يفسره ما بعده: أي لو تملكون أنتم، تملكون على أن الضمير المنفصل مبدل من الضمير المتصل وهو الواو، وخزائن رحمته سبحانه: هي خزائن الأرزاق. قال الزجاج: أعلمهم الله أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شحاً وبخلاً، وهو خشية الإنفاق: أي خشية أن ينفقوا فيفتقروا، وفي حذف الفعل الذي ارتفع به أنتم، وإيراد الكلام في صورة المبتدأ والخبر دلالة على أنهم هم المختصون بالشح. قال أهل اللغة: أنفق وأصرم وأعدم وأقتر: بمعنى قل ماله، فيكون المعنى: لأمسكتم خشية قل المال "وكان الإنسان قتوراً" أي بخيلاً مضيقاً عليه. يقال قتر على عياله يقتر ويقتر قتراً وقتوراً: ضيق عليهم في النفقة، ويجوز أن يراد وكان الإنسان قتوراً: أي قليل المال، والظاهر أن المراد المبالغة في وصفه بالشح، لأن الإنسان ليس بقليل المال على العموم. بل بعضهم كثير المال، إلا أن يراد أن جميع النوع الإنساني قليل المال بالنسبة إلى خزائن الله وما عنده. وقد اختلف في هذه الآية على قولين: أحدهما أنها نزلت في المشركين خاصة، وبه قال الحسن، والثاني أنها عامة وهو قول الجمهور حكاه الماوردي.
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس قال "قيل يا رسول الله: كيف يحشر الناس على وجوههم؟ قال: الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم". وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبانا، وصنف على وجوههم" ثم ذكر نحو حديث أنس. وفي الباب أحاديث. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، في قوله: "مأواهم جهنم" قال: يعني أنهم وقودها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله: "كلما خبت" قال: سكنت. وأخرج هؤلاء عنه أيضاً في الآية قال: كلما أحرقهم سعرتهم حطباً، فإذا أحرقتهم فلم يبق منهم شيء صارت جمراً تتوهج فذلك خبوها، فإذا بدلوا خلقاً جديداً عاودتهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله: "خزائن رحمة ربي" قال: الرزق. وأخرج أيضاً عن عكرمة في قوله: "إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق" قال: إذا ما أطعمتم أحداً شيئاً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "خشية الإنفاق" قال: الفقر "وكان الإنسان قتوراً" قال: بخيلاً. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة "خشية الإنفاق" قال: خشية الفاقة "وكان الإنسان قتوراً" قال: بخيلاً ممسكاً.
100 - " قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي " أي : نعمة ربي . وقيل : رزق ربي ، " إذاً لأمسكتم " ، لبخلتم وحبستم ، " خشية الإنفاق " ، أي : خشية الفاقة ، قاله قتادة .
وقيل : خشية النفاد ، يقال : أنفق الرجل أي أملق وذهب ماله ونفق الشيء ، أي : ذهب .
وقيل : لأمسكتم عن الإنفاق خشية الفقر .
"وكان الإنسان قتوراً " ، أي : بخيلاً ممسكاً عن الإنفاق .
100."قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي "خزائن رزقه وسائر نعمه ، وأنتم مرفوع بفعل يفسره ما بعده كقول حاتم : لو ذات سوار لطمتني . وفائدة هذا الحذف والتفسير المبالغة مع الإيجاز والدلالة على الاختصاص ." إذا لأمسكتم خشية الإنفاق "لبخلتم مخافة النفاد بالنفاق إذ لا أحد إلا ويختار النفع لنفسه ولو آثر غيره بشيء فإنما يؤثره لعوض يفوقه فهو إذن بخيل بالإضافة إلى جود الله تعالى وكرمه هذا وإن البخلاء أغلب فيهم ."وكان الإنسان قتوراً"بخيلاً لأن بناء أمره على الحاجة والضنة بما يحتاج إليه وملاحظة العوض فيما يبذله.
100. Say (unto them): If ye possessed the treasures of the mercy of my Lord, ye would surely hold them back for fear of spending, for man was ever grudging.
100 - Say: if ye had control of the treasures of the mercy of my Lord, behold, ye would keep them back, for fear of spending them: for man is (ever) niggardly