112 - (يأتوك بكل ساحر) وفي قراءة {سحار} (عليم) يفضل موسى في علم السحر فجمعوا
قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن مشورة الملأ من قوم فرعون على فرعون، أن يرسل في المدائن حاشرين يحشرون كل ساحر عليم.
وفي الكلام محذوف، اكتفي بدلالة الظاهر من إظهاره، وهو: فأرسل في المدائن حاشرين، يحشرون السحرة.
"يأتوك" جزم، لأنه جواب الأمر ولذلك حذفت منه النون. قرأ أهل الكوفة إلا عاصماً بكل سحار وقرأ سائر الناس ساحر وهما متقاربان، إلا أن فعالاً أشد مبالغة.
قال ابن عباس "أرجه" أخره وقال قتادة احبسه "وأرسل" أي ابعث "في المدائن" أي في الأقاليم ومدائن ملكك "حاشرين" أي من يحشر لك السحرة من سائر البلاد ويجمعهم وقت كان السحر في زمانهم غالباً كثيراً ظاهراً واعتقد من اعتقد منهم وأوهم من أوهم منهم أن ما جاء به موسى عليه السلام من قبيل ما تشعبذه سحرتهم فلهذا جمعوا له السحرة ليعارضوه بنظير ما أراهم من البينات كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال " أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى * فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى * قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى * فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى " وقال تعالى ههنا:
و 112- "يأتوك" جواب الأمر: أي يأتوك هؤلاء الذين أرسلتهم "بكل سحار عليم" أي بكل ماهر في السحر كثير العلم بصناعته. قرأ أهل الكوفة إلا عاصم "سحار" وقرأ من عداهم "ساحر".
112- فذلك قوله : " يأتوك بكل ساحر عليم " ، قرأ حمزة و الكسائي : ( سحار ) هاهنا وفي سورة يونس ، ولم يختلفوا في الشعراء أنه ( سحار ) .
قيل : الساحر : الذي يعلم سحر ولا يعلم ، والسحار : الذي يعلم وقيل : الساحر من يكون سحره في وقت دون وقت ، والسحار من يديم السحر .
قال ابن عباس و ابن إسحاق و السدي : قال فرعون لما رأى من سلطان الله في العصا ما رأى : إنا لا نغالب إلا بمن هو منه ، فاتخذ غلماناً من بني إسرائيل فبعث بهم إلى قرية يقال لها الفرحاء يعلمونهم السحر ، فعلموهم سحراً كثيراً ، وواعد فرعون موسى موعداً فبعث إلى السحرة فجاؤوا ومعلمهم معهم ، فقال له : ماذا صنعت ؟ قال : قد علمتهم سحراً لا يطيقه سحرة أهل الأرض إلا أن يكون أمراً من السماء ، فإنه لا طاقة لهم به ، ثم بعث فرعون في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحراً إلا أتى به .
واختلفوا في عددهم ، فقال مقاتل : كانوا اثنين وسبعين ، إثنان من القبط ، وهما رأسا القوم ، وسبعون من بني إسرائيل .
وقال الكلبي : كان الذين يعلمونهم رجلين مجوسيين من أهل نينوى ، وكانوا سبعين غير رئيسهم .
وقال كعب : كانوا اثني عشر ألفاً . وقال السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألفاً .
قال عكرمة : كانوا سبعين ألفاً . وقال محمد بن المنكدر : كانوا ثمانين ألفاً . وقال مقاتل : كان رئيس السحرة شمعون . وقال ابن جريج : رئيس السحرة يوحنا .
112. " يأتوك بكل ساحر عليم " كأنه اتفقت عليه آراؤهم فأشاروا به على فرعون ، والإرجاء التأخير أي أخر أمره ، وأصله أرجئه كنا قرأ أبو عمروا وأبو بكر ويعقوب من أرجأت ،وكذلك (أرجئوه ) على قراءة ابن كثير على الأصل في الضمير ، أو " أرجه " من أرجيت كما قرأ نافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائي وأما قراءته في رواية قالون " أرجه " بحذف الياء فللاكتفاء بالكسرة عنها ، وأما قراءة حمزة وعاصم وحفص " أرجه " يسكون الهاء المفصل بالمتصل وجعل جه كابل في إسكان وسطه وأما قراءة ابن عامر برواية ابن ذكوان (أرجئه ) بالهمزة وكسر الهاء فلا يرتضيه النحاة فإن الهاء لا تكسر إلا إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة ، ووجهه أن الهمزة لما كانت تقلب ياء أجريت مجراها . وقرأ حمزة والكسائي (بكل سحار) فيه وفي (يونس ) ويؤيده اتفاقهم عليه في (الشعراء) .
112. To bring each knowing wizard unto thee.
112 - And bring up to thee all (our) sorcerers well versed.