13 - (الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
" الله لا إله إلا هو " يقول جل ثناؤه : معبودكم أيها الناس معبود واحد لا تصلح العبادة لغيره ولا معبود لكم سواه .
" وعلى الله فليتوكل المؤمنون " يقول تعالى ذكره وعلى الله أيها الناس فليتوكل المصدقون بوحدانيته .
" الله لا إله إلا هو " أي لا معبود سواه، ولا خالق غيره، فعليه توكلوا.
يقول تعالى مخبراً بما أخبر به في سورة الحديد: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير". وهكذا قال ههنا: "ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله" قال ابن عباس: بأمر الله, يعني عن قدره ومشيئته "ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم" أي ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه. وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقيناً صادقاً, وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه أو خيراً منه. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" يعني يهد قلبه لليقين, فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وقال الأعمش عن أبي ظبيان قال: كنا عند علقمة فقرىء عنده هذه الاية "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" فسئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما, وقال سعيد بن جبير ومقاتل بن حيان "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" يعني يسترجع يقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".
وفي الحديث المتفق عليه "عجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له, إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له, وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" وقال أحمد: حدثنا حسن, حدثنا ابن لهيعة, حدثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح أنه سمع جنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال: "إيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيل الله" قال: أريد أهون من هذا يا رسول الله قال: "لا تتهم الله في شيء قضى لك به" لم يخرجوه.
وقوله تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" أمر بطاعة الله ورسوله فيما شرع وفعل ما به أمر وترك ما عنه نهى وزجر, ثم قال تعالى: "فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين" أي إن نكلتم عن العمل فإنما عليه ما حمل من البلاغ وعليكم ما حملتم من السمع والطاعة قال الزهري: من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم.
ثم قال تعالى مخبراً أنه الأحد الصمد الذي لا إله غيره فقال تعالى: " الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون" فالأول خبر عن التوحيد ومعناه معنى الطلب أي وحدوا الإلهية له وأخلصوها لديه وتوكلوا عليه, كما قال تعالى: "رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً".
ثم أرشد إلى التوحيد والتوكل فقال: 13- "الله لا إله إلا هو" أي هو المستحق للعبودية دون غيره فوحدوه ولا تشركوا به "وعلى الله فليتوكل المؤمنون" أي يفوضوا أمورعم إليه ويعتمدوا عليه، لا على غيره.
وقد أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قيل له: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول: بئس مطية الرجل. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عنه أنه كره زعموا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: يوم التغابن من أسماء يوم القيامة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه في قوله: "ذلك يوم التغابن" قال: غبن أهل الجنة أهل النار، وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود في قوله: "ما أصاب من مصيبة" قال: هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "يهد قلبه" قال: يعني يهد قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
13- "الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
13-" الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون " لأن إيمانهم بأن الكل منه يقتضي ذلك .
13. Allah! There is no God save Him. In Allah, therefore, let believers put their trust.
13 - God! There is no god but He: and on God, therefore, let the Believers put their trust.