183 - (وأملي لهم) أمهلهم (إن كيدي متين) شديد لا يطاق
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وأؤخر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا.
وأصل ((الإملاء)) من قولهم: ((مضى عليه ملي، وملاوة وملاوة، وملاوة))، بالكسر والضم والفتح، ((من الدهر))، وهي الحين، ومنه قيل: انتظرتك ملياً.
ليبلغوا بمعصيتهم ربهم، المقدار الذي قد كتبه لهم من العقاب والعذاب، ثم يقبضهم إليه.
" إن كيدي ".
((والكيد))، هو المكر.
وقوله: " متين "، يعني: قوي شديد، ومنه قول الشاعر:
عدلن عدول الناس وأقبح يبتلي أفانين من ألهوب شد مماتن
يعني: سيراً شديداً باقياً لا ينقطع.
قوله تعالى: "وأملي لهم" أي أطيل لهم المدة وأمهلهم وأؤخر عقوبتهم. "إن كيدي" أي مكري. "متين" أي شديد قوي. واصله من المتن، وهو اللحم الغليظ الذي عن جانب الصلب. قيل: نزلت في المستهزئين من قريش، قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم مدة. نظيره "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة" [الأنعام: 44]. وقد تقدم.
يقول تعالى: "والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" ومعناه أنه يفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء, كما قال تعالى: "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" ولهذا قال تعالى: "وأملي لهم" أي وسأملي لهم, أي أطول لهم ما هم فيه, "إن كيدي متين" أي قوي شديد.
قوله: 183- "وأملي لهم" معطوف على سنستدرجهم: أي أطيل لهم المدة وأمهلهم وأؤخر عنهم العقوبة، وجملة "إن كيدي متين" مقررة لما قبلها من الاستدراج والإملاء ومؤكدة له، والكيد: المكر، والمتين: الشديد القوي، وأصله من المتن وهو اللحم الغليظ الذي على جانب الصلب. قال في الكشاف: سماه كيداً، لأنه شبيه بالكيد من حيث إنه في الظاهر إحسان وفي الحقيقة خذلان.
183 - " وأملي لهم " ، أي : أمهلهم وأطيل له مدة عمرهم ليتمادوا في المعاصي ، " إن كيدي متين " ، أي : إن أخذي قوي شديد ، قال ابن عباس : إن مكري شديد . قيل : نزلت في المستهزئين ، فقتلهم الله في ليلة واحدة .
183. " وأملي لهم " وأمهلهم عطف على" سنستدرجهم ". " إن كيدي متين " إن أخذي شديد ، وإنما سماه كيدا لأن ظاهره إحسان وباطنه خذلان .
183. I give them rein (for) lo! My scheme is strong.
183 - Respite will I grant unto them: for my scheme is strong (and unfailing).