19 - (والأرض مددناها) بسطناها (وألقينا فيها رواسي) جبالا ثوابت لئلا تتحرك بأهلها (وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) معلوم مقدر
يعني تعالى ذكره بقوله : "والأرض مددناها" : والأرض دحوناها فبسطناها "وألقينا فيها رواسي" يقول : وألقينا في ظهورها رواسي ، يعني جبالاً ثابتة .
كما حدثنا بشر، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله "والأرض مددناها" .
وقال في آية أخرى ( والأرض بعد ذلك دحاها ) . وذكر لنا أن أم القرى مكة ، منها دحيت الأرض . قوله "وألقينا فيها رواسي" رواسيها : جبالها . وقد بينا معنى الرسو فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادته . وقوله "وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" يقول : وأنبتنا في الأرض من كل شيء ، يقول : من كل شيء مقدر ، وبحد
معلوم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا المثنى ، قال : حدثنا أبي عبد الله بن صالح ، قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" يقول : معلوم .
حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثنا ابي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله "وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" يقول : معلوم .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : اخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، أو عن أبي مالك ، في قوله "من كل شيء موزون" قال : بقدر .
حدثنا المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح أو عن أبي مالك ، مثله .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا الحماني ، قال : حدثنا شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة "من كل شيء موزون" قال : بقدر .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا علي ، يعني ابن الجعد ، قال : أخبرنا شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة "من كل شيء موزون" قال: بقدر .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، قال : بقدر .
حدثنا أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن حصين ، عن سعيد بن جبير "من كل شيء موزون" قال : معلوم .
حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا عبد الله بن يونس ، قال : سمعت الحكم بن عتيبة وسأله أبو مخزوم ، عن قوله "من كل شيء موزون" قال : من كل شيء مقدور .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عبد الله بن يونس ، قال : سمعت الحكم ، وسأله أبو عروة ، عن قول الله عز وجل "من كل شيء موزون" قال : من كل شيء مقدور ، هكذا قال الحسن ، وسأله أبو عروة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، وحدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال : أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، وحدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله "من كل شيء موزون" قال : مقدور بقدر .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد "من كل شيء موزون" قال : مقدور بقدر .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا علي بن الهيثم ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، عن ابن جرج ، عن مجاهد ، قال : مقدور بقدر .
حدثنا المثنى ، قال : حدثنا علي بن الهيثم ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح "من كل شيء موزون" قال : بقدر .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله "وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" يقول : معلوم .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله "من كل شيء موزون" يقول : معلوم .
وكان بعضهم يقول : معنى ذلك : وأنبتنا في الجبال من كل شيء موزون : يعني من الذهب والفضة والنحاس والرصاص ونحو ذلك من الأشياء التي توزن .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : "وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" قال : الأشياء التي توزن .
وأولى القولين عندنا بالصواب القول الأول لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه .
قوله تعالى: " والأرض مددناها " هذا من نعمه أيضاً، ومما يدل على كمال قدرته. قال ابن عباس: بسطناها على وجه الماء، كما قال: " والأرض بعد ذلك دحاها " ( النازعات: 30) أي بسطها. وقال: " والأرض فرشناها فنعم الماهدون " ( الذاريات: 48). وهو يرد على من زعم أنها كالكرة. وقد تقدم. " وألقينا فيها رواسي " جبالاً ثابتة لئلا تتحرك بأهلها. " وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " أي مقدر معلوم، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير. وإنما قال ( موزون) لأن الوزن يعرف به مقدار الشيء. قال الشاعر:
قد كنت قبل لقائكم ذا مرة عندي لكل مخاصم ميزانه
وقال قتادة: موزون يعني مقسوم. وقال مجاهد: موزون معدود. ويقال: هذا كلام موزون، أي منظوم غير منتثر. فعلى هذا أي أنبتنا في الأرض ما يوزن من الجواهر والحيوانات والمعادن. وقد قال الله عز وجل في الحيوان: " وأنبتها نباتا حسنا " ( آل عمران: 37). المقصود من الإنبات الإنشاء والإيجاد. وقيل: " وأنبتنا فيها " أي في الجبال " من كل شيء موزون " من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والقزدير، حتى الزرنيخ والكحل، كل ذلك يوزن زناً. روي معناه عن الحسن وابن زيد. وقيل: أنبتنا في الأرض الثمار مما يكال ويوزن. وقيل: ما يوزن فيه الأثمان لأنه أجل قدراً وأعم نفعاً مما لا ثمن له.
يذكر تعالى خلقه السماء في ارتفاعها وما زينها به من الكواكب الثوابت والسيارات, لمن تأمل وكرر النظر فيما يرى من العجائب والايات الباهرات, ما يحار نظره فيه, وبهذا قال مجاهد وقتادة: البروج ههنا هي الكواكب. (قلت): وهذا كقوله تبارك وتعالى "تبارك الذي جعل في السماء بروجاً" الاية. ومنهم من قال: البروج هي منازل الشمس والقمر. وقال عطية العوفي: البروج ههنا هي قصور الحرس. وجعل الشهب حرساً لها من مردة الشياطين لئلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى, فمن تمرد وتقدم منهم لاستراق السمع جاءه شهاب مبين فأتلفه, فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها قبل أن يدركه الشهاب إلى الذي هو دونه فيأخذها الاخر ويأتي بها إلى وليه, كما جاء مصرحاً به في الصحيح.
كما قال البخاري في تفسير هذه الاية: حدثنا علي بن عبد الله, حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة, عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان" قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك, فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم ؟ قالوا: للذي قال الحق وهو العلي الكبير, فيسمعها مسترقو السمع, ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر, ووصف سفيان بيده, وفرج بين أصابع يده اليمنى, نصبها بعضها فوق بعض, فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه, وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض, وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة فيصدق, فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا, فوجدناه حقاً للكلمة التي سمعت من السماء, ثم ذكر تعالى خلقه الأرض ومده إياها وتوسيعها وبسطها, وما جعل فيها من الجبال الرواسي, والأودية والأراضي والرمال, وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة.
وقال ابن عباس "من كل شيء موزون" أي معلوم, وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك ومجاهد والحكم بن عتيبة والحسن بن محمد وأبو صالح وقتادة, ومنهم من يقول: مقدر بقدر. وقال ابن زيد: من كل شيء يوزن ويقدر بقدر, وقال ابن زيد: ما يزنه أهل الأسواق. وقوله: "وجعلنا لكم فيها معايش" يذكر تعالى أنه صرفهم في الأرض في صنوف الأسباب والمعايش وهي جمع معيشة. وقوله: "ومن لستم له برازقين" قال مجاهد: هي الدواب والأنعام. وقال ابن جرير: هم العبيد والإماء والدواب والأنعام, والقصد أنه تعالى يمتن عليهم بما يسر لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش, وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها, والأنعام التي يأكلونها, والعبيد والإماء التي يستخدمونها, ورزقهم على خالقهم لا عليهم, فلهم هم المنفعة, والرزق على الله تعالى.
19- "والأرض مددناها" أي بسطناها وفرشناها كما في قوله: "والأرض بعد ذلك دحاها" وفي قوله: "والأرض فرشناها فنعم الماهدون" وفيه رد على من زعم أنها كالكرة "وألقينا فيها رواسي" أي جبال ثابتة لئلا تحرك بأهلها، وقد تقدم بيان ذلك في سورة الرعد "وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" أي أنبتنا في الأرض من كل شيء مقدر معلوم، فعبر عن ذلك بالوزن لأنه مقدار تعرف به الأشياء ومنه قول الشاعر:
قد كنت قبل لقائكم ذا مرة عندي لكل مخاصم ميزانه
وقيل معنى موزون مقسوم، وقيل معدود، والمقصود من الإثبات الإنشاء والإيجاد، وقيل الضمير راجع إلى الجبال: أي أنبتنا في الجبال من كل شيء موزون من الذهب والفضة والنحاس والرصاص ونحو ذلك، وقيل موزون بميزان الحكمة، ومقدر بقدر الحاجة، وقيل الموزون هو المحكوم بحسنه كما يقال كلام موزون. أي حسن.
19-قوله تعالى: "والأرض مددناها"، بسطناها على وجه الماء، يقال: إنها مسيرة خمسمائة سنة في مثلها دحيت من تحت الكعبة، "وألقينا فيها رواسي"، جبالا ثوابت، وقد كانت الأرض تميد إلى أن أرساها الله بالجبال، "وأنبتنا فيها"، أي: في الأرض، "من كل شيء موزون"، مقدر معلوم.
وقيل: يعني في الجبال، وهي جواهر من الذهب والفضة والحديد والنحاس وغيرها، حتى الزرنيخ والكحل كل ذلك يوزن وزنا.
وقال ابن زيد: هي الأشياء التي توزن وزناً.
19."والأرض مددناها"بسطناها."وألقينا فيها رواسي"جبالاً ثوابت."وأنبتنا فيها"في الأرض أو فيها وفي الجبال."من كل شيء موزون"مقدر بمقدار معين تقتضيه حكمته ، أو مستحسن ، مناسب من قولهم كلا م موزون ، ا, ما يوزن ويقدر أوله وزن أبواب النعمة المنفعة .
19. And the earth have We spread out, and placed therein firm hills, and caused each seemly thing to grow therein.
19 - And the earth we have spread out (like a carpet); set thereon mountains firm and immovable; and produced therein all kinds of things in due balance.