2 - (ألا) أي بأن لا (تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير) بالعذاب إن كفرتم (وبشير) بالثواب إن آمنتم
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ثم فصلت بأن لا تعبدوا إلا الله وحده لا شريك له، وتخلعوا الآلهة والأنداد. ثم قال تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، للناس: " إنني لكم "، من عند الله، " نذير " ينذكم عقابه على معاصيه وعبادة الأصنام، " وبشير "، يبشركم بالجزيل من الثواب على طاعته وإخلاص العبادة والألوهة له.
قوله تعالى: " أن لا تعبدوا إلا الله " قال الكسائي والفراء. أي بألا، أي أحكمت ثم فصلت بألا تعبدوا إلا الله. قال الزجاج: لئلا، أي أحكمت ثم فصلت لئلا تعبدوا إلا الله. قيل: أمر رسوله أن يقول للناس ألا تعبدوا إلا الله. " إنني لكم منه " أي من الله. " نذير " أي مخوف من عذابه وسطوته لمن عصاه. " وبشير " بالرضوان والجنة لمن أطاعه. وقيل: هو من قول الله أولاً وآخراً، أي لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير، أي الله نذير لكم من عبادة غيره، كما قال: " ويحذركم الله نفسه " ( آل عمران: 28).
قد تقدم الكلام على حروف الهجاء في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته هنا وبالله التوفيق, وأما قوله: "أحكمت آياته ثم فصلت" أي هي محكمة في لفظها مفصلة في معناها فهو كامل صورة ومعنى, هذا معنى ما روي عن مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير ومعنى قوله "من لدن حكيم خبير" أي من عند الله الحكيم في أقواله وأحكامه خبير بعواقب الأمور " أن لا تعبدوا إلا الله " أي نزل هذا القرآن المحكم المفصل لعبادة الله وحده لا شريك له كقوله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" وقال "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" وقوله "إنني لكم منه نذير وبشير" أي إني لكم نذير من العذاب إن خالفتموه, وبشير بالثواب إن أطعتموه كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد الصفا فدعا بطون قريش الأقرب ثم الأقرب فاجتمعوا فقال: "يا معشر قريش أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تصبحكم ألستم مصدقي ؟" فقالوا: ما جربنا عليك كذباً قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" وقوله: "وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله" أي وآمركم بالاستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها إلى الله عز وجل فيما تستقبلونه, وأن تستمروا على ذلك "يمتعكم متاعاً حسناً" أي في الدنيا "إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله" أي في الدار الاخرة قاله قتادة كقوله: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" الاية.
وقد جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد "وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك" وقال ابن جرير: حدثني المسيب بن شريك عن أبي بكر عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: "ويؤت كل ذي فضل فضله" قال من عمل سيئة كتبت عليه سيئة ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات, ثم يقول هلك من غلب آحاده على أعشاره, وقوله: "وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير" هذا تهديد شديد لمن تولى عن أوامر الله تعالى وكذب رسله فإن العذاب يناله يوم القيامة لا محالة "إلى الله مرجعكم" أي معادكم يوم القيامة "وهو على كل شيء قدير" أي هو القادر على ما يشاء من إحسانه إلى أوليائه وانتقامه من أعدائه, وإعادة الخلائق يوم القيامة, وهذا مقام الترهيب كما أن الأول مقام ترغيب.
قوله: 2- " أن لا تعبدوا إلا الله " مفعول له حذف منه اللام: كذا في الكشاف، وفيه أنه ليس بفعل لفاعل الفعل المعلل، وقيل: أن هي المفسرة لما في التفصيل من معنى القول، وقيل: هو كلام مبتدأ منقطع عما قبله محكياً على لسان النبي صلى الله عليه وسلم. قال الكسائي والفراء: التقدير أحكمت بأن لا تعبدوا إلا الله. وقال الزجاج: أحكمت ثم فصلت لئلا تعبدوا إلا الله، ثم أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه نذير وبشير فقال: "إنني لكم منه نذير وبشير" أي ينذرهم ويخوفهم من عذابه لمن عصاه ويبشرهم بالجنة والرضوان لمن أطاعه، والضمير في منه راجع إلى الله سبحانه: أي إنني لكم نذير وبشير من جهة الله سبحانه، وقيل: هو من كلام الله سبحانه كقوله: "ويحذركم الله نفسه".
2-" أن لا تعبدوا إلا الله "، أي: وفي ذلك الكتاب: أن لا تعبدوا إلا الله، ويكون محل أن رفعا. وقيل: محله خفض، تقديره: بأن لا تعبدوا إلا الله، "إنني لكم منه" أي: من الله "نذير"، للعاصين، "وبشير"، للمطيعين.
2." أن لا تعبدوا إلا الله "لأن لا تعبدوا . وقيل أن مفسرة لن في تفصيل الآيات معنى القول ، ويجوز أن يكون كلاماً مبتدأ للإغراء على التوحيد أو الأمر بالتبري من عبادة الغير كأنه قيل: ترك عبادة غير الله بمعنى ألزموه أو اتركوها تركاً"إنني لكم منه " من الله "نذير وبشير"بالعقاب على الشرك والثواب على التوحيد.
2. (Saying) : Serve none but Allah. Lo! I am Unto you from Him a warner and a bringer of good tidings.
2 - (It teacheth) that ye should worship none but God. (say;) verily I am (sent) unto you from him to warn and to bring glad tidings: