25 - (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) بإرادته من غير عمد (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض) بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور (إذا أنتم تخرجون) منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى
يقول تعالى ذكره: ومن حججه أيها القوم على قدرته على ما يشاء، قيام السماء والأرض بأمره خضوعاً له بالطاعة بغير عمد ترى " ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون " يقول: إذا أنتم تخرجون من الأرض، إذا دعاكم دعوة مستجيبين لدعوته إياكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل:
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره " قامتا بأمره بغير عمد " ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون " قال: دعاهم فخرجوا من الأرض.
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله " إذا أنتم تخرجون " يقول: من الأرض.
قوله تعالى " ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون " .
يقول تعالى: "ومن آياته" الدالة على عظمته أنه "يريكم البرق خوفاً وطمعاً" أي تارة تخافون مما يحدث بعده من أمطار مزعجة وصواعق متلفة, وتارة ترجون وميضه وما يأتي بعده من المطر المحتاج إليه, ولهذا قال تعالى: "وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها" أي بعد ما كانت هامدة لا نبات فيها ولا شيء, فلما جاءها الماء "اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" وفي ذلك عبرة ودلالة واضحة على المعاد وقيام الساعة, ولهذا قال " إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " ثم قال تعالى: "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" كقوله تعالى: "ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" وقوله "إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا". وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتهد في اليمين يقول: لا والذي تقوم السماء والأرض بأمره, أي هي قائمة ثابتة بأمره لها وتسخيره إياها, ثم إذا كان يوم القيامة بدلت الأرض غير الأرض والسموات, وخرجت الأموات من قبورها أحياء بأمره تعالى ودعائه إياهم, ولهذا قال تعالى: "ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون" كما قال تعالى: "يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلاً" وقال تعالى: "فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة" وقال تعالى: "إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون".
25- "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" أي قيامهما واستمساكهما بإرادته سبحانه وقدرته بلا عمد يعمدهما، ولا مستقر يستقران عليه. قال الفراء: يقول أن تدوما قائمتين بأمره "ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون" أي ثم بعد موتكم ومصيركم في القبور إذا دعاكم دعوة واحدة فاجأتم الخروج منها بسرعة من غير تلبث ولا توقف، كما يجيب المدعو المطيع دعوة الداعي المطاع. ومن الأرض متعلق بدعا: أي دعاكم من الأرض التي أنتم فيها، كما يقال دعوته من أسفل الوادي فطلع إلي، أو متعلق بمحذوف هو صفة لدعوة، أو متعلق بمحذوف يدل عليه تخرجون: أي خرجتم من الأرض، ولا يجوز أن يتعلق بتخرجون، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها، وهذه الدعوة هي نفخة إسرافيل الآخرة في الصور على ما تقدم بيانه، وقد أجمع القراء على فتح التاء في تخرجون هنا، وغلط من قال إنه قرئ هنا بضمها على البناء للمفعول، وإنما قرئ بضمها في الأعراف.
25- "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره"، قال ابن مسعود: قامتا على غير عمد بأمره. وقيل: يدوم قيامهما بأمره، "ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض"، قال ابن عباس: من القبور، "إذا أنتم تخرجون"، منها، وأكثر العلماء على أن معنى الآية: ثم إذا دعاكم دعوة إذا أنتم تخرجون من الأرض.
25 -" ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره " قيامهما بإقامته لهما وإرادته لقيامهما في حيزيها المعينين من غير مقيم محسوس ، والتعبير بالأمر للمبالغة في كمال القدرة والغنى عن الآلة . " ثم إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون " عطف على " أن تقوم " على تأويل مفرد كأنه قيل : ومن آياته قيام السموات والأرض بأمره ثم خروجكم من القبور " إذا دعاكم دعوة " واحد فيقول أيها الموتى اخرجوا ، والمراد تشبيه سرعة ترتب حصول ذلك على تعلق إرادته بلا توقف واحتياج إلى تجشم عمل بسرعة ترتب إجابة الداعي المطاع على دعائه ، وثم إما لتراخي زمانه أو لعظم ما فيه ومن الأرض متعلق بدعا كقولك : دعوته من أسفل الوادي فطلع إلي لا بتخرجون لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها ، و " إذا " الثانية للمفاجأة ولذلك نابت مناب الفاء في جواب الأولى .
25. And of His signs is this: The heavens and the earth stand fast by His command, and afterward, when He calleth you, lo! from the earth ye will emerge.
25 - And among His Signs is this, that heaven and earth stand by His Command: then when He calls you, by a single call, from the earth, behold, ye (straightway) come forth.