29 - (فأعرض عن من تولى عن) القرآن (ذكرنا ولم يرد إلا الحياة) وهذا قبل الأمر بالجهاد
وقوله " فأعرض عن من تولى عن ذكرنا " يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فدع من أدبر يا محمد عن ذكر الله ولم يؤمن به فيوحده .
وقوله " ولم يرد إلا الحياة الدنيا " يقول ولم يطلب ما عند الله في الدار الآخرة ولكنه طلب زينة الحياة الدنيا والتمس البقاء فيها .
قوله تعالى "فأعرض عن من تولى عن ذكرنا " يعني القرآن والإيمان وهذا منسوخ بآية السيف " ولم يرد إلا الحياة الدنيا " نزلت في النضر وقيل : في الوليد .
يقول تعالى منكراً على المشركين في تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى, وجعلهم لها أنها بنات الله تعالى الله عن ذلك كما قال تعالى: "وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون" ولهذا قال تعالى: "وما لهم به من علم" أي ليس لهم علم صحيح يصدق ما قالوه, بل هو كذب وزور وافتراء وكفر شنيع. "إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً" أي لا يجدي شيئاً ولا يقوم أبداً مقام الحق, وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث".
وقوله تعالى: " فأعرض عن من تولى عن ذكرنا " أي أعرض عن الذي أعرض عن الحق واهجره. وقوله: "ولم يرد إلا الحياة الدنيا" أي وإنما أكثر همه ومبلغ علمه الدنيا, فذاك هو غاية ما لا خير فيه, ولهذا قال تعالى: "ذلك مبلغهم من العلم" أي طلب الدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه. وقد روى الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا دار من لا دار له, ومال من لا مال له, ولها يجمع من لا عقل له" وفي الدعاء المأثور "اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ عملنا" وقوله تعالى: "إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى" أي هو الخالق لجميع المخلوقات والعالم بمصالح عباده, وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء, وذلك كله عن قدرته وعلمه وحكمته وهو العادل الذي لا يجور أبداً لا في شرعه ولا في قدره.
29- " فأعرض عن من تولى عن ذكرنا " أي أعرض عمن أعرض عن ذكرنا، والمراد بالذكر هنا القرآن، أو ذكر الآخرة، أو ذكر الله على العموم، وقيل المراد بالذكر هنا الإيمان، والمعنى: اترك مجادلتهم فقد بلغت إليهم ما أمرت به وليس عليك إلا البلاغ، وهذا منسوخ بآية السيف " ولم يرد إلا الحياة الدنيا " أي لم يرد سواها ولا طلب غيرها بل قصر نظره عليها، فإنه غير متأهل للخير ولا مستحق للاعتناء بشأنه.
29. " فأعرض عن من تولى عن ذكرنا "، يعني القرآن. وقيل: الإيمان، " ولم يرد إلا الحياة الدنيا ".
29-" فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا " فأعرض عن دعوته والاهتمام بشأنه فإن من غفل عن الله وأعرض عن ذكره .وانهمك في الدنيا بحيث كانت منتهى همته ومبلغ علمه لا تزيده الدعوة إلا عناداً وإصراراً على الباطل .
29. Then withdraw (O Muhammad) from him who fleeth from Our remembrance and desireth but the life of the world.
29 - Therefore shun those who turn away from Our Message and desire nothing but the life of this world.