30 - (ويا قوم من ينصرني) يمنعني (من الله) أي عذابه (إن طردتهم) أي لا ناصر لي (أفلا) فهلا (تذِّكِّرون) بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال : تتعظون
قال أبو جعفر : يقول : ويا قوم من ينصرني فيمنعني من الله ، إن هو عاقبني على طردي المؤمنين الموحدين الله ، إن طردتهم ؟ ، "أفلا تذكرون" يقول : أفلا تتفكرون فيما تقولون ، فتعلمون خطأه ، فتنتهوا عنه ؟ .
قوله تعالى: " ويا قوم من ينصرني من الله " قال الفراء: أي يمنعني من عذابه. " إن طردتهم " أي لأجل إيمانهم. " أفلا تذكرون " أدغمت التاء في الذال. ويجوز حذفها فتقول: تذكرون.
يقول لقومه لا أسألكم على نصحي لكم مالاً: أجرة آخذها منكم إنما أبتغي الأجر من الله عز وجل "وما أنا بطارد الذين آمنوا" كأنهم طلبوا منه أن يطرد المؤمنين عنه احتشاماً ونفاسة منهم أن يجلسوا معهم كما سأل أمثالهم خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم أن يطرد عنهم جماعة من الضعفاء ويجلس معهم مجلساً خاصاً فأنزل الله تعالى: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" الاية وقال تعالى: "وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ؟ أليس الله بأعلم بالشاكرين" الايات.
ثم أكد عدم جواز طردهم بقوله: 30- "ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم" أي يمنعني من عذاب الله وانتقامه إن طردتهم؟ فإن طردهم بسبب سبقهم إلى الإيمان والإجابة إلى الدعوة التي أرسل الله رسوله لأجلها ظلم عظيم لا يقع من أنبياء الله المؤيدين بالعصمة، ولو وقع ذلك منهم فرضاً وتقديراً لكان فيه من الظلم ما لا يكون لو فعله غيرهم من سائر الناس. وقوله: "أفلا تذكرون" معطوف على مقدر، كأنه قيل: أتستمرون على ما أنتم عليه من الجهل بما ذكر أفلا تذكرون من أحوالهم ما ينبغي تذكره وتتفكرون فيه حتى تعرفوا ما أنتم عليه من الخطأ، وما هم عليه من الصواب.
30-"ويا قوم من ينصرني من الله"، من يمنعني من عذاب الله، "إن طردتهم أفلا تذكرون"، تتعظون.
30."ويا قوم من ينصرني من الله"بدفع انتقامه ."إن طردتهم"وهم بتلك الصفة والمثابة."أفلا تذكرون"لتعرفوا أن التماس طردهم وتوقيف الإيمان عليه ليس بصواب.
30. And, O my people! who would deliver me from Allah if I thrust them away? Will ye not then reflect?
30 - And O my people who would help me against God if I drove them away? will ye not then take heed?