35 - (الذي أحلنا دار المقامة) الإقامة (من فضله لا يمسنا فيها نصب) تعب (ولا يمسنا فيها لغوب) إعياء من التعب لعدم التكليف فيها وذكر الثاني التابع للأول للتصريح بنفيه
وأخرج البيهقي في البعث وابن ابي حاتم من طريق نفيع بن الحرث عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن النوم مما يقرالله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم قال لا إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت قال فما راحتهم فأعظم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزلت لا يمسنا فيها نصيب ولا يمسنا فيها لغوب
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل الذين أدخلوا الجنة " إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة ": أي ربنا الذي أنزلنا هذه الدار، يعنون الجنة، فدار المقامة: دار الإقامة التي لا نقلة معها عنها، ولا تحول، والميم إذا ضمت من المقامة، فهي من الإقامة، فإذا فتحت فهي من المجلس، والمكان الذي يقام فيه، قال الشاعر:
يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " الذي أحلنا دار المقامة من فضله " أقاموا فلا يتحولون.
وقوله " لا يمسنا فيها نصب " يقول: لا يصيبنا فيها تعب ولا وجع " ولا يمسنا فيها لغوب " يعني باللغوب: العناء والإعياء.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا موسى بن عمير، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله " لا يمسنا فيها نصب، ولا يمسنا فيها لغوب " قال: اللغوب: العناء.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " لا يمسنا فيها نصب ": أي وجع.
" الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب " .
يخبر تعالى أن مأوى هؤلاء المصطفين من عباده الذين أورثوا الكتاب المنزل من رب العالمين يوم القيامة, مأواهم جنات عدن, أي جنات الإقامة يدخلونها يوم معادهم وقدومهم على الله عز وجل "يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً" كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء". "ولباسهم فيها حرير" ولهذا كان محظوراً عليهم في الدنيا, فأباحه الله تعالى لهم في الاخرة, وثبت في الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الاخرة" وقال"هي لهم في الدنيا, ولكم في الاخرة".
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن سواد السرحي , أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن أبا أمامة رضي الله عنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم, وذكر حلي أهل الجنة فقال "مسورون بالذهب والفضة مكللة بالدر, وعليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة, وعليهم تاج كتاج الملوك, شباب جرد مرد مكحولون "وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن" وهو الخوف من المحذور, أزاحه عنا وأرحنا مما كنا نتخوفه ونحذره من هموم الدنيا والاخرة " . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم, وكأني بأهل لاإله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن" رواه ابن أبي حاتم من حديثه.
وقال الطبراني : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي , حدثنا موسى بن يحيى المروزي , حدثنا سليمان بن عبد الله بن وهب الكوفي عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور, وكأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن, إن ربنا لغفور شكور" قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: غفر لهم الكثير من السيئات, وشكر لهم اليسير من الحسنات "الذي أحلنا دار المقامة من فضله" يقولون الذي أعطانا هذه المنزلة وهذا المقام من فضله ومنه ورحمته, لم تكن أعمالنا تساوي ذلك, كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة قالوا: ولا أنت يارسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله تعالى برحمة منه وفضل" "لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب" أي لا يمسنا فيها عناء ولا إعياء. والنصب واللغوب كل منهما يستعمل في التعب, وكأن المراد بنفي هذا وهذا عنهم, أنهم لا تعب على أبدانهم ولا أرواحهم, والله أعلم, فمن ذلك أنهم كانوا يدئبون أنفسهم في العبادة في الدنيا, فسقط عنهم التكليف بدخولها, وصاروا في راحة دائمة مستمرة قال الله تبارك وتعالى: "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية".
35- "الذي أحلنا دار المقامة من فضله" أي دار الإقامة التي يقام فيها أبداً ولا ينتقل عنها تفضلاً منه ورحمة "لا يمسنا فيها نصب" أي لا يصيبنا في الجنة عناء ولا تعب ولا مشقة "ولا يمسنا فيها لغوب" وهو الإعياء من التعب، والكلال من النصب.
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "ثمرات مختلفاً ألوانها" قال: الأبيض والأحمر والأسود، وفي قوله: "ومن الجبال جدد" قال: طرائق "بيض" يعني الألوان. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: الغربيب الأسود الشديد السواد. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: "ومن الجبال جدد" قال: طرائق تكون في الجبل بيض "وحمر" فتلك الجدد "وغرابيب سود" قال: جبال سود "ومن الناس والدواب والأنعام" قال: "كذلك" اختلاف الناس والدواب والأنعام كاختلاف الجبال، ثم قال: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" قال: فصل لما قبلها. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" قال: العلماء بالله الذين يخافونه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في الآية قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير. وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي عن ابن مسعود قال: ليس العلم من كثرة الحديث، ولكن العلم من الخشية. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والطبراني عنه قال: كفى بخشية الله علماً، وكفى باغترار بالله جهلاً. وأخرج أحمد في الزهد عنه أيضاً قال: ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية. وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: بحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله. وأخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف نزلت فيه "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة" الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" قال: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب أنزل، فظالمهم مغفور له، ومقتصدهم يحاسب حساباً يسيراً، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب. وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه قال في هذه الآية " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات " قال: هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة، وكلهم يدخلون الجنة". وفي إسناده رجلان مجهولان. قال الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا شعبة عن الوليد بن العيزار، أنه سمع رجلاً من ثقيف
يحدث عن رجل من كنانة عن أبي سعيد. وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي الدرداء قال:" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله" فأما الذين سبقوا فأولئك الذي يدخلون الجنة بغير حساب. وأما الذين اقتصدوا فأولئك يحاسبون حساباً يسيراً. وأما الذين ظلموا أنفسهم، فأولئك يحبسون في طلول المحشر، ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته، فهم الذين يقولون " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " إلى آخر الآية". قال البيهقي: إذا كثرت روايات في حديث ظهر أن للحديث أصلاً اهـ، وفي إسناد أحمد محمد بن إسحاق، وفي إسناد ابن أبي حاتم رجل مجهول، لأنه رواه من طريق الأعمش عن رجل عن أبي ثابت عن أبي الدرداء، ورواه ابن جرير عن الأعمش قال: ذكر أبو ثابت. وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمتي ثلاثة أثلاث: فثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً ثم
يدخلون الجنة، وثلث يمحصون ويكشفون ثم تأتي الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون: لا إله إلا الله وحده، فيقول الله: أدخلوهم الجنة بقولهم لا إله إلا الله وحده واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب، وهي التي قال الله: "وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم" وتصديقاً في التي ذكر في الملائكة. قال الله تعالى: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" فجعلهم ثلاثة أفواج. فمنهم ظالم لنفسه، فهذا الذي يكشف ويمحص، ومنهم مقتصد، وهو الذي يحاسب حساباً يسيراً. ومنهم سابق بالخيرات، فهو الذي يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب بإذن الله يدخلونها جميعاً". قال ابن كثير بعد ذكر هذا الحديث: غريب جداً اهـ. وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً ويجب المصير إليها، ويدفع بها قول من حمل الظالم لنفسه على الكافر، ويؤيدها ما أخرجه الطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أسامة بن زيد: "فمنهم ظالم لنفسه" الآية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلهم من هذه الأمة، وكلهم في الجنة" وما أخرجه الطيالسي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه عن عقبة بن صهبان قال: قلت لعائشة أرأيت قول الله "ثم أورثنا الكتاب" الآية، قالت: أما السابق، فمن مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة. وأما المقتصد فمن تبع آثارهم، فعمل بمثل عملهم حتى لحق بهم. وأما الظالم لنفسه، فمثلي ومثلك ومن اتبعنا، وكل في الجنة. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة: ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً، وثلث يجيئون بذنوب عظام إلا أنهم لا يشركوا، فيقول الرب: أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي، ثم قرأ "ثم أورثنا الكتاب" الآية. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في البعث عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا نزع بهذه الآية "ثم أورثنا الكتاب" قال: ألا إن سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له. وأخرجه العقيلي وابن مردويه والبيقهي في البعث من وجه آخر عنه مرفوعاً. وأخرجه ابن النجار من حديث أنس مرفوعاً. وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان أنه نزع بهذه الآية، ثم قال: ألا إن سابقنا أهل جهدنا ، ألا وإن مقتصدنا أهل حضرنا، ألا وإن ظلمنا أهل بدونا. وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله: "فمنهم ظالم لنفسه" الآية قال: أشهد على الله أنه يدخلهم جميعاً الجنة. وأخرج الفريابيوابن جرير وابن مردويه عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال : كلهم ناج وهي هذه الأمة . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال: هي مثل التي في الواقعة أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة. والسابقون: صنفان ناجيان، وصنف هالك. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عنه في قوله: "فمنهم ظالم لنفسه" قال: هو الكافر، والمقتصد أصحاب اليمين. وهذا المروي عنه رضي الله عنه لا يطابق ما هو الظاهر من النظم القرآني، ولا يوافق ما قدمنا من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الحرث أن ابن عباس سأكل كعباً عن هذه الآية، فقال نجوا كلهم، ثم قال: تحاكت مناكبهم ورب الكعبة، ثم أعطوا الفضل بأعمالهم، وقد قدمنا عن ابن عباس ما يفيد أن الظالم لنفسه من الناجين، فتعارضت الأقوال عنه. وأخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله: "جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً" فقال: إن عليهم التيجان، إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "وقالوا الحمد لله" الآية قال: هم قوم في الدنيا يخافون الله ويجتهدون له في العبادة سراً وعلانية، وفي قلوبهم حزن من ذنوب قد سلفت منهم، فهم خائفون أن لا يتقبل منهم هذا الاجتهاد من الذنوب التي سلفت، فعندها " قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " غفر لنا العظيم، وشكر لنا القليل من أعمالنا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عنه في الآية قال: حزن النار.
35- "الذي أحلنا"، أنزلنا، "دار المقامة"، أي: الإقامة، "من فضله لا يمسنا فيها نصب"، أي: لا يصيبنا فيها عناء ومشقة، "ولا يمسنا فيها لغوب"، إعياء من التعب.
35 -" الذي أحلنا دار المقامة " دار الإقامة . " من فضله " من إنعامه وتفضله إذ لا واجب عليه . " لا يمسنا فيها نصب " تعب . " ولا يمسنا فيها لغوب " كلا إذ لا تكليف فيا ولا كد ، أتبع نفي النصب نفي ما يتبعه مبالغة .
35. Who, of His grace, hath installed us in the mansion of eternity, where toil toucheth us not nor can weariness affect us.
35 - Who has, out of His Bounty, settled us in a Home that will last: no toil nor sense of weariness shall touch us therein.