38 - ونزل لما عيروه بكثرة النساء (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية) أولاداً وأنت مثلهم (وما كان لرسول) منهم (أن يأتي بآية إلا بإذن الله) لأنهم عبيد مربوبون (لكل أجل) مدة (كتاب) مكتوب فيه تحديده
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولقد ارسلنا ، يا محمد ، رسلاً من قبلك إلى أمم قد خلت من قبل أمتك ، فجعلناهم بشراً مثلك ، لهم أزواج ينكحون ، وذرية أنسلوهم ، ولم نجعلهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون ، فنجعل الرسول إلى قومك من الملائكة مثلهم ، ولكن أرسلنا إليهم بشراً مثلهم ، كما أرسلنا إلى من قبلهم من سائر الأمم بشراً مثلهم ، "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله" ، يقول تعالى ذكره : وما يقدر رسول أرسله الله إلى خلقه أن يأتي أمته وعلامة ، من تسيير الجبال ، ونقل بلدة من مكان إلى مكان آخر ، وإحياء الموتى ، ونحوها من الآيات ، "إلا بإذن الله" ، يقول : إلا بأمر الله الجبال بالسير ، والأرض بالانتقال ، والميت بأن يحيا ، "لكل أجل كتاب" ، يقول : لكل أجل أمر قضاه الله ، كتاب قد كتبه فهو عنده .
وقد قيل : معناه : لكل كتاب أنزله الله من السماء أجل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق بن يوسف ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : "لكل أجل كتاب" ، يقول : لكل كتاب ينزل من السماء أجل ، فيمحو الله من ذلك ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .
قال أبو جعفر : وهذا على القول ، نظير قول الله : (وجاءت سكرة الموت بالحق) . وكان أبو بكر رحمة الله يقرؤه : ( وجاءت سكرة الحق بالموت ) ، وذلك أن سكرة الموت تأتي بالحق ،والحق يأتي بها ، فكذلك الأجل ، له كتاب ، وللكتاب أجل .
فيه مسألتان:
الأولى: قيل: إن اليهود عابوا على النبي صلى الله عليه وسلم الأزوج، وعبرته بذلك وقالوا: ما نرى لهذا الرجل همة إلا النساء والنكاح، ولو كان نبياً لشغله أمر النبوة عن النساء، فأنزل الله هذه الآية، وذكرهم أمر داود وسليمان فقال: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " أي جعلناهم بشراً يقضون ما أحل الله من شهوات الدنيا، وإنما التخصيص في الوحي.
الثانية: هذه الآية تدل على الترغيب في النكاح والحض عليه، وتنهي عن التبتل، وهو ترك النكاح، وهذه سنة المرسلين كما نصت عليه هذه الآية، والسنة واردة بمعناها، قال صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم " الحديث. وقد تقدم في ( آل عمران) وقال: " من تزوج فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الثاني ". ومعنى ذلك أن النكاح يعف عن الزنى، والعفاف احد الخصلتين اللتين ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما الجنة فقال: " من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه " خرجه الموطأ وغيره. وفي صحيح البخاري عن أنس قال: " جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزوج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم! قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال الآخر: إني أصوم الدهر فلا أفطر. وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ". خرجه مسلم بمعناه، وهذا أبين. وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: أراد عثمان أن يتبتل فنهاه النبي صلى الله، ولو أجاز له ذلك لأختصينا، وقد تقدم في ( آل عمران) الحض على طلب الولد والرد على من جهل ذلك. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول: " إني لأتزوج المرأة وما لي فيها من حاجة، وأطؤها وما أشتهيها، فقيل له: وما يحملك على ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: حبي أن يخرج الله مني من يكاثر به النبي صلى الله عليه وسلم النبيين يوم القيامة، وإني سمعته يقول: ( عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأحسن أخلاقاً وأنتق أرحاماً وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " يعني بقوله: ( أنتق أرحاماً) أقبل للولد، ويقال للمرأة الكثيرة الولد ناتق، لأنها ترمي بالأولاد رمياً. وخرج أبو داود عن معقل بن يسار قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسن وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال لا ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم ". صححه أبو محمد عبد الحق وحسبك.
قوله تعالى: " وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله " عاد الكلام إلى ما اقترحوا من الآيات - ما تقدم ذكره في السورة - فأنزل الله ذلك فيهم، وظاهر الكلام حظر ومعناه النفي، لأنه لا يحظر على أحد ما لا يقدر عليه. " لكل أجل كتاب " أي لكل أمر قضاه الله كتاب عند الله، قاله الحسن. وقيل: فيه تقديم وتأخير، المعنى: لكل كتاب أجل، قاله الفراء و الضحاك ، أي لكل أمر كتبه الله أجل مؤقت، ووقت معلوم، نظيره. " لكل نبإ مستقر " ( الأنعام: 67)، بين أن المراد ليس على اقتراح الأمم في نزول العذاب، بل لكل أجل كتاب. وقيل: المعنى لكل مدة كتاب مكتوب، وأمر مقدر لا تقف عليه الملائكة. وذكر الترمذي الحكيم في نواد الأصول عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: لما ارتقى موسى صلوات الله عليه وسلامه طور سيناء رأى الجبار في أصبعه خاتماً، فقال: يا موسى ما هذا؟ وهو أعلم به، قال: شيء من حلي الرجال، قال: فهل عليه شيء من أسمائي مكتوب أو كلامي؟ قال: لا، قال: فاكتب عليه ( لكل أجل كتاب).
يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد رسولاً بشرياً, كذلك قد بعثنا المرسلين قبلك بشراً, يأكلون الطعام, ويمشون في الأسواق, ويأتون الزوجات, ويولد لهم, وجعلنا لهم أزواجاً وذرية, وقد قال تعالى لأشرف الرسل وخاتمهم " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما أنا فأصوم وأفطر, وأقوم وأنام, وآكل اللحم, وأتزوج النساء, فمن رغب عن سنتي فليس مني". وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد, أنبأنا الحجاج بن أرطاة عن مكحول قال: قال أبو أيوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع من سنن المرسلين: التعطر والنكاح. والسواك, والحناء". وقد رواه أبو عيسى الترمذي عن سفيان بن وكيع عن حفص بن غياث, عن الحجاج, عن مكحول, عن أبي الشمال, عن أبي أيوب فذكره, ثم قال: وهذا أصح من الحديث الذي لم يذكر فيه أبو الشمال.
وقوله: "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله" أي لم يكن يأتي قومه بخارق إلا إذا أذن له فيه, ليس ذلك إليه بل إلى الله عز وجل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, "لكل أجل كتاب" أي لكل مدة مضروبة, كتاب مكتوب بها, وكل شيء عنده بمقدار "ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير" وكان الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: "لكل أجل كتاب" أي لكل كتاب أجل, يعني لكل كتاب أنزله من السماء مدة مضروبة عند الله, ومقدار معين, فلهذا "يمحو الله ما يشاء" منها, "ويثبت" يعني حتى نسخت كلها بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله صوات الله وسلامه عليه. وقوله "يمحو الله ما يشاء ويثبت" اختلف المفسرون في ذلك فقال الثوري ووكيع وهشيم عن ابن أبي ليلى, عن المنهال بن عمرو, عن سعيد بن جبير! عن ابن عباس: يدبر أمر السنة, فيمحو الله ما يشاء إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت, وفي رواية "يمحو الله ما يشاء ويثبت" قال: كل شيء إلا الموت والحياة والشقاء والسعادة, فإنهما قد فرغ منهما.
وقال مجاهد "يمحو الله ما يشاء ويثبت" إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران. وقال منصور: سألت مجاهداً, فقلت: أرأيت دعاء أحدنا يقول: اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم, وإن كان في الأشقياء فامحه عنهم, واجعله في السعداء ؟ فقال: حسن: ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر, فسألته عن ذلك فقال: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" الايتين, قال: يقضي في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة, ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء, فأما كتاب السعادة والشقاوة فهو ثابت لا يغير, وقال الأعمش, عن أبي وائل شقيق بن سلمة: إنه كان كثيراً ما يدعو بهذا الدعاء: اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء, فامحه واكتبنا سعداء, وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا, فإنك تمحو ما تشاء وتثبت, وعندك أم الكتاب, رواه ابن جرير, وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام, حدثنا أبي عن أبي حكيمة عصمة, عن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو يطوف بالبيت ويبكي: اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً فامحه, فإنك تمحو ما تشاء وتثبت, وعندك أم الكتاب, فاجعله سعادة ومغفرة.
وقال حماد عن خالد الحذاء, عن أبي قلابة, عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يدعو بهذا الدعاء أيضاً. ورواه شريك عن هلال بن حميد, عن عبد الله بن عكيم, عن ابن مسعود بمثله. وقال ابن جرير: حدثني المثنى, حدثنا حجاج, حدثنا خصاف عن أبي حمزة, عن إبراهيم, أن كعباً قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين , لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة. قال: وما هي ؟ قال: قول الله تعالى: "يمحو الله ما يشاء" الاية, ومعنى هذه الأقوال أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها, ويثبت منها ما يشاء, وقد يستأنس لهذا القول بما ورواه الإمام احمد: حدثنا وكيع, وحدثنا سفيان هو الثوري, عن عبد الله بن عيسى, عن عبد الله بن أبي الجعد, عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه, ولا يرد القدر إلا الدعاء, ولا يزيد في العمر إلا البر", ورواه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان الثوري به.
وثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر. وفي حديث آخر "إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض". وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سهل بن عسكر, حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا ابن جرير عن عطاء, عن ابن عباس قال: إن لله لوحاً محفوظاً مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت ـ والدفتان: لوحان ـ لله عز وجل, كل يوم ثلاثمائة وستون لحظة, يمحو ما يشاء ويثبت, وعنده أم الكتاب. وقال الليث بن سعد عن زيادة بن محمد, عن محمد بن كعب القرظي, عن فضالة بن عبيد, عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل, في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت" وذكر تمام الحديث, رواه ابن جرير.
وقال الكلبي: يمحو الله ما يشاء ويثبت, قال: يمحو من الرزق ويزيد فيه, ويمحو من الأجل ويزيد فيه, فقيل له: من حدثك بهذا ؟ فقال: أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب, عن النبي صلى الله عليه وسلم, ثم سئل بعد ذلك عن هذه الاية, فقال: يكتب القول كله حتى إذ كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب, مثل قولك: أكلت وشربت, ودخلت وخرجت, ونحو ذلك من الكلام, وهو صادق, ويثبت ما كان فيه الثواب وعليه العقاب, وقال عكرمة عن ابن عباس: الكتاب كتابان, فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت, وعنده أم الكتاب,
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" يقول: هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله, فيموت على ضلالة, فهو الذي يمحو, والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله, وقد كان سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله وهو الذي يثبت, وروي عن سعيد بن جبير أنها بمعنى "يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير". وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "يمحو الله ما يشاء ويثبت" يقول: يبدل ما يشاء فينسخه, ويثبت ما يشاء فلا يبدله, "وعنده أم الكتاب" وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ, وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب, وقال قتادة في قوله: "يمحو الله ما يشاء ويثبت" كقوله: "ما ننسخ من آية أو ننسها" الاية. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: "يمحو الله ما يشاء ويثبت" قال: قالت كفار قريش لما نزلت "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله": ما نرى محمداً يملك شيئاً وقد فرغ من الأمر, فأنزلت هذه الاية تخويفاً ووعيداً لهم, إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا, ونحدث في كل رمضان, فيمحو ما يشاء, ويثبت ما يشاء من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم.
وقال الحسن البصري "يمحو الله ما يشاء ويثبت" قال: من جاء أجله يذهب, ويثبت الذي هو حي يجري إلى أجله, وقد اختار هذا القول أبو جعفر بن جرير رحمه الله, وقوله: "وعنده أم الكتاب" قال: الحلال والحرام, وقال قتادة: أي جملة الكتاب وأصله, وقال الضحاك "وعنده أم الكتاب" قال: كتاب عند رب العالمين, وقال سنيد بن داود: حدثني معتمر عن أبيه, عن يسار, عن ابن عباس أنه سأل كعباً عن أم الكتاب, فقال: علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون, ثم قال لعلمه: كن كتاباً فكان كتاباً, وقال ابن جريج عن ابن عباس "وعنده أم الكتاب" قال: الذكر.
38- "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية" أي إن الرسل الذين أرسلناهم قبلك هم من جنس البشر لهم أزواج من النساء ولهم ذرية توالدوا منهم ومن أزواجهم، ولم نرسل الرسل من الملائكة الذين لا يتزوجون ولا يكون لهم ذرية. وفي هذا رد على من كان ينكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجه بالنساء: أي أن هذا شأن رسل الله المرسلين قبل هذا الرسول فما بالكم تنكرون عليه ما كانوا عليه "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله" أي لم يكن لرسول من الرسل أن يأتي بآية من الآيات، ومن جملتها ما اقترحه عليه الكفار إلا بإذن الله سبحانه. وفيه رد على الكفار حيث اقترحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات ما اقترحوا بما سبق ذكره "لكل أجل كتاب" أي لكل أمر مما قضاه الله، أو لكل وقت من الأوقات التي قضى الله بوقوع أمر فيها كتاب عند الله يكتبه على عباده ويحكم به فيهم. وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير. والمعنى: لكل كتاب أجل: أي لكل أمر كتبه الله أجل مؤجل ووقت معلوم كقوله سبحانه: " لكل نبإ مستقر " وليس الأمر على حسب إرادة الكفار واقتراحاتهم: بل على حسب ما يشاؤه ويختاره.
38- قوله تعالى: "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك"، روي أن اليهود، -وقيل: إن المشركين- قالوا: إن هذا الرجل ليست له همة إلا في النساء فأنزل الله تعالى: "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً"، وما جعلناهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون.
"وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله"، هذا جواب عبد الله بن أبي أمية. ثم قال: "لكل أجل كتاب"، يقول لكل أمر قضاه الله كتاب قد كتبه فيه ووقت يقع فيه.
وقيل: لكل آجل أجله الله كتاب أثبت فيه.
وقيل فيه تقديم وتأخير، تقديره: أي، لكل كتاب أجل ومدة، أي: الكتب المنزلة لكل واحد منها وقت ينزل فيه.
38."ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك"بشراً مثلك."وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً"نساء وأولاداً كما هي لك."وما كان لرسول"وما يصح له ولم يكن في وسعه."أن يأتي بآية"تقترح عليه وحكم يلتمس منه ."إلا بإذن الله"فإنه المليء بذلك ."لكل أجل كتاب"لكل وقت وأمد حكم يكتب على العباد على لا ما يقتضيه استصلاحهم.
38. And verity We sent messengers (to mankind) before thee, and We appointed for them wives and offspring, and it was not (given) to any messenger that he should bring a portent save by Allah's leave. For everything there is a time prescribed.
38 - We did send apostles before thee, and appointed for them wives and children: and it was never the part of an apostle to bring a sign except as God permitted (or commanded). for each period is a book (revealed).