39 - (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) تمتع يزول (وإن الآخرة هي دار القرار)
يقول : " إنما هذه الحياة الدنيا متاع " يقول لقومه : ما هذه الحياة الدنيا العاجلة التي عجلت لكم في هذه الدار إلا متاع تستمعون بها إلى أجل أنتم بالغوه ، ثم تموتون وتزول عنكم " وإن الآخرة هي دار القرار " يقول : وإن الدار الآخرة ، وهي دار القرار التي تستقرون فيها فلا تموتون ولا تزول عنكم ، يقول : فلها فاعلموا ، وإياها فاطلبوا .
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : " وإن الآخرة هي دار القرار " قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وإن الآخرة هي دار القرار " استقرت الجنة بأهلها ، واستقرت النار بأهلها .
قوله تعالى : " يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع " أي يتمتع بها قليلاً ثم تنقطع وتزول . " وإن الآخرة هي دار القرار " أي الاستقرار والخلود . ومراده بالدار الآخرة الجنة والنار لأنهما لا يفنيان . بين ذلك بقوله .
يقول المؤمن لقومه ممن تمرد وطغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الجبار الأعلى فقال لهم: " يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد " لا كما كذب فرعون في قوله: "وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" ثم زهدهم في الدنيا التي قد آثروها على الأخرى وصدتهم عن التصديق برسول الله موسى عليه الصلاة والسلام فقال: "يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع" أي قليلة زائلة فانية عن قريب تذهب وتضمحل " وإن الآخرة هي دار القرار " أي الدار التي لا زوال لها ولا انتقال منها ولا ظعن عنها إلى غيرها بل إما نعيم وإما جحيم ولهذا قال جلت عظمته: "من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها" أي واحدة مثلها "ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب" أي لا يتقدر بجزاء بل يثيبه الله عز وجل ثواباً كثيراً لا انقضاء له ولا نفاد والله تعالى الموفق للصواب.
39- "يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع" يتمتع بها أياماً ثم تنقطع وتزول "وإن الآخرة هي دار القرار" أي الاستقرار لكونها دائمة لا تنقطع ومستمرة لا تزول.
39. " يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع "، متعة تنتفعون بها مدة ثم تنقطع، " وإن الآخرة هي دار القرار "، التي لا تزول.
39-" يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع " تمتع يسير لسرعة زوالها . " وإن الآخرة هي دار القرار " لخلودها .
39. O my people! Lo! this life of the world is but a passing comfort, and lo! the Hereafter, that is the enduring home.
39 - O my people! This life of the present is nothing but (temporary) convenience: it is the Hereafter that is the Home that will last.