44 - (إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين) لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم
وقوله: " ومتاعا إلى حين " يقول: ولنمتعهم إلى أجل هم بالغوه. فكأنه قال: ولا هم ينقذون، إلا أن نرحمهم فنمتعهم إلى أجل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " ومتاعا إلى حين ": أي إلى الموت.
" إلا رحمة منا " قال الكسائي : هو نصب على الاستثناء . وقال الزجاج : نصب مفعول من أجله ، أي للرحمة " ومتاعاً " معطوف عليه . " إلى حين " إلى الموت ، قاله قتادة . يحيى بن سلام : إلى القيامة إي إلا أن نرحمهم ونمتعهم إلى آجالهم ، وأن الله عجل عذاب الأمم السالفة ، وأخر عذاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن كذبوه إلى الموت والقيامة .
يقول تبارك وتعالى: ودلالة لهم أيضاً على قدرته تبارك وتعالى تسخيره البحر ليحمل السفن, فمن ذلك بل أوله سفينة نوح عليه الصلاة والسلام, التي أنجاه الله تعالى فيها بمن معه من المؤمنين الذين لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم عليه الصلاة والسلام غيرهم, ولهذا قال عز وجل: "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم" أي آباءهم "في الفلك المشحون" أي في السفينة المملوءة من الأمتعة والحيوانات, التي أمره الله تبارك وتعالى أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: المشحون الموقر, وكذا قال سعيد بن جبير والشعبي وقتادة والسدي . وقال الضحاك وقتادة وابن زيد : وهي سفينة نوح عليه الصلاة والسلام.
وقوله جل وعلا: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما: يعني بذلك الإبل, فإنها سفن البر يحملون عليها ويركبونها, وكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن وقتادة في رواية, و عبد الله بن شداد وغيرهم: وقال السدي في رواية: هي الأنعام. وقال ابن جرير : حدثنا الفضل بن الصباح , حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: أتدرون ما قوله تعالى: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" قلنا: لا, قال: هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح عليه الصلاة والسلام على مثلها, وكذا قال أبو مالك والضحاك وقتادة وأبو صالح والسدي أيضاً المراد بقوله تعالى: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" أي السفن, ويقوي هذا المذهب في المعنى قوله جل وعلا: " إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ".
وقوله عز وجل: "وإن نشأ نغرقهم" يعني الذين في السفن "فلا صريخ لهم" أي لا مغيث لهم مما هم فيه"ولا هم ينقذون" أي مما أصابهم "إلا رحمة منا" وهذا استثناء منقطع تقديره ولكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر, ونسلمكم إلى أجل مسمى, ولهذا قال تعالى: "ومتاعاً إلى حين" أي إلى وقت معلوم عند الله عز وجل.
44- "إلا رحمة منا" استثناء مفرغ من أعم العلل: أي لا صريخ لهم، ولا ينقذون لشيء من الأشياء إلا لرحمة منا، كذا قال الكسائي والزجاج وغيرهما، وقيل هو استثناء منقطع: أي لكن لرحمة منا. وقيل هو منصوب على المصدرية بفعل مقدر "و" انتصاب "متاعاً" على العطف على رحمة: أي نمتعهم بالحياة الدنيا "إلى حين" وهو الموت، قاله قتادة. وقال يحيى بن سلام: إلى القيامة.
44. " إلا رحمةً منا ومتاعاً إلى حين "، إلى انقضاء آجالهم، يعني: إلا أن يرحمهم ويمتعهم إلى لآجالهم.
44 -" إلا رحمةً منا ومتاعاً " إلا لرحمة ولتمتيع بالحياة . " إلى حين " زمان قدر لآجالهم .
44. Unless by mercy from Us and as comfort for a while.
44 - Except by way of Mercy from Us, and by way of (worldly) convenience (to serve them) for a time.