49 - (والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون) يخرجون عن الطاعة
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : وأما الذين كذبوا بمن أرسلنا إليه من رسلنا، وخالفوا أمرنا ونهينا ، ودافعوا حجتنا، فإنهم يباشرهم عذابنا وعقابنا، على تكذيبهم ما كذبوا به من حججنا، "بما كانوا يفسقون"، يقول : بما كانوا يكذبون .
وكان ابن زيد يقول : كل فسق في القرآن ، فمعناه الكذب .
حدثني بذلك يونس قال ، أخبرنا ابن وهب عنه .
قوله تعالى : " والذين كذبوا بآياتنا " أي بالقرآن والمعجزات وقيل: بمحمد عليه الصلاة والسلام" يمسهم العذاب " أي يصيبهم " بما كانوا يفسقون " أي يكفرون .
يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المكذبين المعاندين "أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم" أي سلبكم إياها كما أعطاكموها. كما قال تعالى: "هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار" الاية, ويحتمل أن يكون هذا عبارة عن منع الانتفاع بهما, الانتفاع الشرعي, ولهذا قال "وختم على قلوبكم" كما قال " أمن يملك السمع والأبصار " وقال "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه" وقوله "من إله غير الله يأتيكم به" أي هل أحد غير الله يقدر على رد ذلك إليكم, إذا سلبه الله منكم لا يقدر على ذلك أحد سواه, ولهذا قال " انظر كيف نصرف الآيات " أي نبينها ونوضحها ونفسرها, دالة على أنه لا إله إلا الله, وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال, "ثم هم يصدفون" أي ثم هم مع هذا البيان, يصدفون أي يعرضون عن الحق, ويصدون الناس عن اتباعه, قال العوفي عن ابن عباس: يصدفون أي يعدلون, وقال مجاهد وقتادة: يعرضون, وقال السدي: يصدون. وقوله تعالى: "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة" أي وأنتم لا تشعرون به, حتى بغتكم وفجأكم, "أو جهرة" أي ظاهراً عياناً, "هل يهلك إلا القوم الظالمون" أي إنما كان يحيط بالظالمين أنفسهم بالشرك بالله, وينجوا الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له, فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون, كقوله "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" الاية, وقوله "وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين" أي مبشرين عباد الله المؤمنين بالخيرات, ومنذرين من كفر بالله النقمات والعقوبات, ولهذا قال "فمن آمن وأصلح" أي فمن آمن قلبه بما جاؤوا به, وأصلح عمله باتباعه إياهم, "فلا خوف عليهم" أي بالنسبة لما يستقبلونه "ولا هم يحزنون " أي بالنسبة إلى ما فاتهم وتركوه وراء ظهورهم من أمر الدنيا وصنيعها, الله وليهم فيما خلفوه, وحافظهم فيما تركوه, ثم قال "والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون" أي ينالهم العذاب, بما كفروا بما جاءت به الرسل, وخرجوا عن أوامر الله وطاعته, وارتكبوا من مناهيه ومحارمه وانتهاك حرماته .
49- "والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون" وأما حال المكذبين فهو أن يمسهم العذاب بسبب فسقهم: أي خروجهم عن التصديق والطاعة.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "يصدفون" قال: يعدلون. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "يصدفون" قال: يعرضون، وقال في قوله: "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة" قال: فجأة آمنين، أو جهرة، قال: وهم ينظرون. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: كل فسق في القرآن فمعناه الكذب.
49- " والذين كذبوا بآياتنا يمسهم "، يصيبهم، " العذاب بما كانوا يفسقون "، يكفرون.
49 " والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب " جعل العذاب ماسا لهم كأنه الطالب للوصول إليهم ، واستغنى بتعريفه عن التوصيف . " بما كانوا يفسقون " بسبب خروجهم عن التصديق والطاعة .
49. But as for those who deny Our revelations, torment will afflict them for that they used to disobey.
49 - But those who reject our signs, them shall punishment touch, for that they ceased not from transgressing.