5 - (أمرا) فرقا (من عندنا إنا كنا مرسلين) الرسل محمد ومن قبله
وقوله : " أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين " يقول تعالى ذكره : في هذه الليلة المباركة يفرق كل أمر حكيم ، أمراً من عندنا .
واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله : " أمراً " فقال بعض نحويي الكوفة : نصب على إنا أنزلناه أمراً ورحمة على الحال . وقال بعض نحويي البصرة : على معنى يفرق كل أمر فرقاً وأمراً .
قوله تعالى : " أمرا من عندنا " قال النقاش : الأمر هو القرآن أنزله الله من عنده ، وقال ابن عيسى : هو ما قضاه الله في الليلة المباركة من أحوال عباده ، وهو مصدر في موضع الحال .
يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة, وهي ليلة القدر كما قال عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" وكان ذلك في شهر رمضان كما قال تبارك وتعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" وقد ذكرنا في الأحاديث الواردة في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته, ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة, فإن نص القرآن أنها في رمضان, والحديث الذي رواه عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل عن الزهري, أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقطع الاجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى" فهو حديث مرسل ومثله لا يعارض به النصوص. وقوله عز وجل: "إنا كنا منذرين" أي معلمين ما ينفعهم ويضرهم شرعاً لتقوم حجة الله على عباده.
وقوله: "فيها يفرق كل أمر حكيم" أي في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة, وما يكون فيها من الاجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر ومجاهد وأبي مالك والضحاك وغير واحد من السلف وقوله جل وعلا: "حكيم" أي محكم لا يبدل ولا يغير, ولهذا قال جل جلاله: "أمراً من عندنا" أي جميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه "إنا كنا مرسلين" أي إلى الناس رسولاً يتلو عليهم آيات الله مبينات فإن الحاجة كانت ماسة إليه, ولهذا قال تعالى: "رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * رب السموات والأرض وما بينهما" أي الذي أنزل القرآن هو رب السموات والأرض وخالقها ومالكها وما فيها "إن كنتم موقنين" أي إن كنتم متحققين ثم قال تعالى: "لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين" وهذه الاية كقوله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت" الاية.
5- "أمراً من عندنا" قال الزجاج والفراء: انتصاب أمراً بيفرق: أي يفرق فرقاً، لأن أمراً بمعنى فرقاً. والمعنى: إنا نأمر ببيان ذلك ونسخه من اللوح المحفوظ، فهو على هذا منتصب على المصدرية مثل قولك يضرب ضرباً. قال المبرد: أمراً في موضع المصدر، والتقدير أنزلناه إنزالاً. وقال الأخفش: انتصابه على الحال: أي آمرين. وقيل هو منصوب على الاختصاص: أي أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا، وفيه تفخيم لشأن القرآن وتعظيم له. وقد ذكر بعض أهل العلم في انتصاب أمراً إثني عشر وجهاً أظهرها ما ذكرناه. وقرأ زيد بن علي أمر بالرفع: أي هو أمر "إنا كنا مرسلين" هذه الجملة إما بدل من قوله: "إنا كنا منذرين" أو جواب ثالث للقسم أو مستأنفة. قال الرازي: المعنى إنا فعلنا ذلك الإنذار لأجل إنا كنا مرسلين للأنبياء.
5. " أمراً "، أي أنزلنا أمراً، " من عندنا "، قال الفراء : نصب على معنى: فيها كل أمر فرقاً وأمراً، أي نأمر ببيان ذلك أمراً " إنا كنا مرسلين "، محمداً صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء.
5-" أمراً من عندنا " أي أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا على مقتضى حكمتنا ، وهو مزيد تفخيم للأمر ويجوز أن يكون حالاً من كل أوامر ، أو ضميره المستكن في " حكيم " لأنه موصوف ، وأن يكون المراد به مقابل النهي وقع مصدراً لـ" يفرق " أو لفعله مضمراً من حيث أن الفرق به ، أو حالاً من أحد ضميري " أنزلناه " بمعنى آمرين أو مأموراً " إنا كنا مرسلين " .
5. As a command from Our presence. Lo! We are ever sending
5 - By command, from Our Presence. For We (ever) send (revelations),