50 - (وأنه أهلك عادا الأولى) وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همزة وهي قوم عاد والأخرى قوم صالح
وقوله " وأنه أهلك عادا الأولى " يعني تعالى ذكره بعاد الأولى عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح وهم الذين أهلكهم الله بريح صرصر عاتية وإياهم عنى بقوله " ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم " ( الفجر : 6-7 ( .
واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المدينة وبعض قراء البصرة عادا لولى بترك الهمز وجزم النون حتى صارت اللام في الألى كأنها لام مثقلة والعرب تفعل ذلك في مثل هذا حكي عنها سماعا منهم قم لان عنا يريد قم الآن جزموا الميم لما حركت اللام التي مع الألف في الآن وكذلك تقول صم اثنين يريدون صم الاثنين وأما عامة قراء الكوفة وبعض المكيين فإنهم قرءوا ذلك بإظهار النون وكسرها وهمز الأولى على اختلاف في ذلك عن الأعمش فروى أصحابه عنه غير القاسم بن معن موافقة أهل بلده في ذلك وأما القاسم بن معن فحكي عنه عن الأعمش أنه وافق في قراءته ذلك قراءة المدنيين .
والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما ذكرنا من الكوفيين لأن ذلك هو الفصيح من كلام العرب وأن قراءة من كان من أهل السليقة فعلى البيان والتفخيم وأن الإدغام في مثل هذا الحرف وترك البيان إنما يوسع فيه لمن كان ذلك سجيته وطبعه من أهل البوادي فأما المولدون فإن حكمهم أن يتحروا أفصح القراءات وأعذبها وأثبتها وإن كانت الأخرى جائزة غير مردودة .
وإنما قيل لعاد بن إرم عاد الأولى لأن بني لقيم بن هزال بن عبيل بن ضد بن عاد الأكبر كانوا أيام أرسل الله على عاد الأكبر عذابه سكانا بمكة مع إخوانهم من العمالقة ولد عمليق ابن لاوذ بن سام بن نوح ولم يكونوا مع قومهم من عاد بأرضهم فلم يصبهم من العذاب ما أصاب قومهم وهم عاد الآخرة ثم هلكوا بعد .
وكان هلاك عاد الآخرة ببغي ببغي بعضهم على بعض فتفانوا بالقتل فيما :
حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة عن ابن إسحاق فيما ذكرنا قيل لعاد الأكبر الذي أهلك الله ذريته بالريح عاد الأولى لأنها أهلكت قبل عاد الآخرة وكان ابن زيد يقول : إنما قيل لعاد الأولى لأنها أول الأمم هلاكاً .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله أهلك عادا الأولى قال يقال : هي من أول الأمم .
" وأنه أهلك عادا الأولى " سماها الأولى لأنهم كانوا من قبل ثمود . وقيل : إن ثمود من قبل عاد . وقال ابن زيد : قيل لها عاد الأولى لأنها أول أمة أهلكت بعد نوح عليه السلام . وقال ابن إسحاق : هما عادان فالأولى أهلكت بالريح الصرصر ، ثم كانت الأخرى فأهلكت بالصيحة . وقيل : عاد الأولى هو عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، وعاد الثانية من ولد عاد الأولى ، والمعنى متقارب . وقيل : إن عاد الآخرة الجبارون وهم قوم هود . وقراءة العامة (( عادا الأولى )) ببيان التنوين والهمز . وقرأ نافع و ابن محيصن و أبو عمرو (( عادا الأولى )) بنقل حركة الهمزة إلى اللام وإدغام التنوين فيها ، إلا أن قالون و السوسي يظهران الهمزة الساكنة . وقلبها الباقون واواً على أصلها ، والعرب تقلب هذا القلب فتقول : قم الان عنا وضم لثنين أي قم الآن وضم الاثنين .
يقول تعالى: "وأن إلى ربك المنتهى" أي المعاد يوم القيامة. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا سويد بن سعيد, حدثنا مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني أود إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم, تعلمون أن المعاد إلى الله إلى الجنة أو النار, وذكر البغوي من رواية أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "وأن إلى ربك المنتهى" قال: لا فكرة في الرب. قال البغوي: وهذا مثل ما روي عن أبي هريرة مرفوعاً "تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنه لا تحيط به الفكرة" وكذا أورده وليس بمحفوظ بهذا اللفظ, وإنما الذي في الصحيح "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا ؟ حتى يقول: من خلق ربك ؟ فإذا بلغ أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته" وفي الحديث الاخر الذي في السنن "تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذات الله تعالى فإن الله خلق ملكاً ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة ثلاثمائة سنة" أو كما قال: وقوله تعالى: "وأنه هو أضحك وأبكى" أي خلق في عباده الضحك والبكاء وسببهما وهما مختلفان "وأنه هو أمات وأحيا" كقوله: "الذي خلق الموت والحياة" "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى * من نطفة إذا تمنى" كقوله: "أيحسب الإنسان أن يترك سدى ؟ * ألم يك نطفة من مني يمنى! * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ؟".
وقوله تعالى: "وأن عليه النشأة الأخرى" أي كما خلق البداءة هو قادر على الإعادة وهي النشأة الأخرى يوم القيامة "وأنه هو أغنى وأقنى" أي ملك عباده المال وجعله لهم قنية مقيماً عندهم لا يحتاجون إلى بيعه, فهذا تمام النعمة عليهم, وعلى هذا يدور كلام كثير من المفسرين, منهم أبو صالح وابن جرير وغيرهما, وعن مجاهد "أغنى" مول "وأقنى" أخدم, وكذا قال قتادة, وقال ابن عباس ومجاهد أيضاً "أغنى" أعطى "وأقنى" رضى. وقيل: معناه أغنى نفسه وأفقر الخلائق إليه, قاله الحضرمي بن لاحق, وقيل: أغنى من شاء من خلقه, وأقنى أي أفقر من شاء منهم, قال ابن زيد, حكاهما ابن جرير وهما بعيدان من حيث اللفظ. وقوله: "وأنه هو رب الشعرى" قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم: هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له مرزم الجوزاء كانت طائفة من العرب يعبدونه "وأنه أهلك عاداً الأولى" وهم قوم هود ويقال لهم عاد بن إرم بن سام بن نوح كما قال تعالى: " ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد " فكانوا من أشد الناس وأقواهم وأعتاهم على الله تعالى وعلى رسوله فأهلكهم الله " بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما " أي متتابعة.
وقوله تعالى: "وثمود فما أبقى" أي دمرهم فلم يبق منهم أحداً "وقوم نوح من قبل" أي من قبل هؤلاء "إنهم كانوا هم أظلم وأطغى" أي أشد تمرداً من الذين من بعدهم "والمؤتفكة أهوى" يعني مدائن لوط قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها, وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود, ولهذا قال: فغشاها ما غشى يعني من الحجارة التي أرسلها عليهم "وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين" قال قتادة, كان في مدائن لوط أربعة آلاف ألف إنسان, فانضرم عليهم الوادي شيئاً فشيئاً من نار ونفط وقطران كفم الأتون. ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن محمد بن وهب بن عطية عن الوليد بن مسلم عن خليد عنه به, وهو غريب جداً " فبأي آلاء ربك تتمارى " أي ففي أي نعم الله عليك أيها الإنسان تمتري ؟ قاله قتادة وقال ابن جريج " فبأي آلاء ربك تتمارى " يا محمد والأول أولى, وهو اختيار ابن جرير.
50- "وأنه أهلك عاداً الأولى" وصف عاداً بالأولى لكونهم كانوا من قبل ثمود. قال ابن زيد: قيل لها عاداً الأولى، لأنهم أول أمة أهلكت بعد نوح. وقال ابن إسحاق هما عادان، فالأولى أهلكت بالصرصر، والأخرى أهلكت بالصيحة. وقيل عاد الأولى قوم هود وعاد الأخرى إرم. قرأ الجمهور "عاداً الأولى" بالتنوين والهمز، وقرأ نافع وابن كثير وابن محيصن بنقل حركة الهمزة على اللام وإدغام التنوين فيها.
50. " وأنه أهلك عاداً الأولى "، قرأ أهل المدينة والبصرة بلام مشددة بعد الدال، ويهمز واوه قالون عن نافع ، والعرب تفعل ذلك فتقول: قم لان عنا، تريد: قم الآن، ويكون الوقف عند ((عاداً))، والابتداء ((أولى))، بهمزة واحدة مفتوحة بعدها لام مضمونة، [ويجوز الابتداء: لولى] بحذف الهمزة المفتوحة.
وقرأ الآخرون: ((عاداً الأوللا))، وهم قوم هود أهلكوا بريح صرصر، فكان لهم عقب، فكانوا عاداً الأخرى.
50-" وأنه أهلك عاداً الأولى " القدماء لأنهم أولى الأمم هلاكاً بعد قوم نوح عليه الصلاة والسلام .وقيل " عاداً الأولى " قوم هود وعاد الأخرى إرم وقرئ عاداً لولي بحذف الهمزة ونقل ضمها إلى لام التعريف وقرأ نافع و أبو عمرو عاداً لولي بضم اللام بحركة الهمزة وبإدغام التنوين ، وقالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة في موضع الواو .
50. And that He destroyed the former (tribe of) Aad,
50 - And that it is He Who destroyed the (powerful) ancient Ad (people),