53 - (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة) برهان على قولك (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك) أي لقولك (وما نحن لك بمؤمنين)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال قوم هود لهود : يا هود ، ما أتيتنا ببيان ولا برهان على ما تقول ، فنسلم لك ونقر بأنك صادق فيما تدعونا إليه من توحيد الله ، والإقرار بنبوتك ، "وما نحن بتاركي آلهتنا" ، يقول :وما نحن بتاركي آلهتنا ، يعني :لقولك أو من أجل قولك ، "وما نحن لك بمؤمنين" ، يقول : قالوا : وما نحن لك بما تدعي من النبوة والرسالة من الله إلينا ، بمصدقين .
قوله تعالى: " قالوا يا هود ما جئتنا ببينة " أي حجة واضحة. " وما نحن لك بمؤمنين " إصراراً منهم على الكفر.
يخبر تعالى أنهم قالوا لنبيهم "ما جئتنا ببينة" أي بحجة وبرهان على ما تدعيه "وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك" أي بمجرد قولك اتركوهم نتركهم "وما نحن لك بمؤمنين" بمصدقين "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء" يقولون: ما نظن إلا أن بعض الالهة أصابك بجنون وخبل في عقلك بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها " قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه " يقول: إني بريء من جميع الأنداد والأصنام "فكيدوني جميعاً" أي أنتم وآلهتكم إن كانت حقاً "ثم لا تنظرون" أي طرفة عين وقوله: "إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها" أي تحت قهره وسلطانه وهو الحاكم العادل الذي لا يجور في حكمه فإنه على صراط مستقيم. قال الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن أيفع بن عبد الكلاعي أنه قال في قوله تعالى: "ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم" قال: فيأخذ بنواصي عباده فيلقن المؤمن حتى يكون له أشفق من الوالد لولده ويقول: "ما غرك بربك الكريم" وقد تضمن هذا المقام حجة بالغة ودلالة قاطعة على صدق ما جاءهم به وبطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر بل هي جماد لا تسمع ولاتبصر ولا توالي ولا تعادي وإنما يستحق إخلاص العبادة الله وحده لا شريك له الذي بيده الملك وله التصرف وما من شيء إلا تحت ملكه وقهره وسلطانه فلا إله إلا هو ولا رب سواه.
ثم أجابه قومه بما يدل على فرط جهالتهم، وعظيم غباوتهم، فـ "قالوا يا هود ما جئتنا ببينة" أي بحجة واضحة نعمل عليها، ونؤمن لك بها غير معترفين بما جاءهم من حجج الله وبراهينه عناداً وبعداً عن الحق "وما نحن بتاركي آلهتنا" التي نعبدها من دون الله. ومعنى "عن قولك" صادرين عن قولك، فالظرف في محل نصب على الحال "وما نحن لك بمؤمنين" أي بمصدقين في شيء مما جئت به.
53-"قالوا يا هود ما جئتنا ببينة"، أي: ببرهان وحجة واضحة على ما تقول، "وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك"، أي: بقولك، "وما نحن لك بمؤمنين"، بمصدقين.
53."قالوا يا هود ما جئتنا ببينة"بحجة تدل على صحة دعواك وهو لفرط عنادهم وعدم اعتدادهم بما جاءهم من المعجزات ."وما نحن بتاركي آلهتنا"بتاركي عبادتهم ."عن قولك"صادرين عن قولك حال من الضمير في تاركي ."وما نحن لك بمؤمنين"إقناط له من الإجابة والتصديق .
53. They said: O Hud! Thou hast brought us no clear proof and we are not going to forsake our gods on thy (mere) saying, and we are not believers in thee.
53 - They said: O Hud no clear (sign) hast thou brought us, and we are not the ones to desert our gods on thy word nor shall we believe in thee