59 - (إن الساعة لآتية لا ريب) شك (فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) بها
يقول تعالى ذكره : إن الساعة التي يحيي الله فيها الموتى للثواب والعقاب لجائية أيها الناس لا شك في مجيئها ، يقول : فأيقنوا بمجيئها ، وأنكم مبعوثون من بعد مماتكم ، ومجازون بأعمالكم ، فتوبوا إلى ربكم " ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " يقول : ولكن أكثر قريش لا يصدقون بمجيئها .
قوله تعالى : " إن الساعة لآتية " هذه لام التأكيد دخلت في خبر إن وسبيلها أن تكون في أول الكلام ، لأنها توكيد الجملة إلا أنها تزحلق عن موضعها ، كذا قال سيبويه . تقول : إن عمراً لخارج ، وإنما أخرت عن موضعها لئلا يجمع بينها وبين إن ، لأنهما يؤديانعن معنى واحد ، وكذا لا يجمع بين إن وأن عند البصريين . وأجاز هشام إن أن زيداً منطلق حق ، فإن حذفت حقاً لم يجز عند أحد من النحويين علمته ، قاله النحاس . " لا ريب فيها " لا شك ولا مرية . " ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " أي لا يصدقون بها وعندها يبين فرق ما بين الطائع والعاصي .
يقول تعالى منبهاً على أنه يعيد الخلائق يوم القيامة وأن ذلك سهل عليه يسير لديه بأنه خلق السموات والأرض وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأة وإعادة فمن قدر على ذلك فهو قادر على ما دونه بطريق الأولى والأحرى كما قال تعالى: " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير " وقال ههنا: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" فلهذا لا يتدبرون هذه الحجة ولا يتأملونها كما كان كثير من العرب يعترفون بأن الله تعالى خلق السموات والأرض وينكرون المعاد استبعاداً وكفراً وعناداً وقد اعترفوا بما هو أولى مما أنكروا ثم قال تعالى: "وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلاً ما تتذكرون" أي كما لا يستوي الأعمى الذي لا يبصر شيئاً والبصير الذي يرى ما انتهى إليه بصره, بل بينهما فرق عظيم كذلك لا يستوي المؤمنون الأبرار والكفرة الفجار "قليلاً ما تتذكرون" أي ما أقل ما يتذكر كثير من الناس ثم قال تعالى: " إن الساعة لآتية " أي لكائنة وواقعة "لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" أي لا يصدقون بها بل يكذبون بوجودها. قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أشهب حدثنا مالك عن شيخ قديم من أهل اليمن قدم من ثم قال: سمعت أن الساعة إذا دنت اشتد البلاء على الناس واشتد حر الشمس, والله أعلم.
59- "إن الساعة لآتية لا ريب فيها" أي لا شك في مجيئها وحصولها "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" بذلك ولا يصدقونه لقصور أفهامهم وضعف عقولهم عن إدراك الحجة، والمراد بأكثر الناس الكفار الذين ينكرون البعث.
59. " إن الساعة "، أي: القيامة، " لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ".
59-" إن الساعة لآتية لا ريب فيها " في مجيئها لوضوح الدلالة على جوازها وإجماع الرسل على الوعد بوقوعها . " ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " لا يصدقون بها لقصور نظرهم على ظاهر ما يحسون به .
59. Lo! the Hour is surely coming, there is no doubt thereof; yet most of mankind believe not.
59 - The Hour will certainly come: therein is no doubt: yet most men believe not.