60 - (وهو الذي يتوفاكم بالليل) يقبض أرواحكم عند النوم (ويعلم ما جرحتم) كسبتم (بالنهار ثم يبعثكم فيه) أي النهار بردِّ أرواحكم (ليقضى أجل مسمى) هو أجل الحياة (ثم إليه مرجعكم) بالبعث (ثم ينبئكم بما كنتم تعملون) فيجازيكم به
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : وقل لهم يا محمد : والله أعلم بالظالمين ،. والله هو الذي يتوفى أرواحكم بالليل فيقبضها من أجسادكم ، "ويعلم ما جرحتم بالنهار"، يقول : ويعلم ما كسبتم من الأعمال بالنهار. ومعنى التوفي في كلام العرب استيفاء العدد، كما قال الشاعر:
إن بني الأدرم ليسوا من أحد ولا توفاهم قريش في العدد
بمعنى : لم تدخلهم قريش في العدد.
وأما الاجتراح عند العرب ، فهو عمل الرجل بيده أو رجله أو فمه ، وهي الجوارح عندهم ، جوارح البدن فيما ذكر عنهم . ثم يقال لكل مكتسب عملاً جارح ، لاستعمال العرب ذلك فى هذه الجوارح ، ثم كثر ذلك في الكلام حتى قيل لكل مكتسب كسباً، بأي أعضاء جسمه اكتسب : مجترح .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار"، أما "يتوفاكم بالليل" ففي النوم ، وأما "يعلم ما جرحتم بالنهار"، فيقول : ما اكتسبتم من الإثم.
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس : "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار"، يعني : ما اكتسبتم من الإثم .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور قال ، حدثنا معمر، عن قتادة: "ما جرحتم بالنهار"، قال : ما عملتم بالنهار.
حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله .
حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد بن زريع قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله : "وهو الذي يتوفاكم بالليل"، يعني بذلك نومهم ، "ويعلم ما جرحتم بالنهار"، أي : ما عملتم من ذنب فهو يعلمه ، لا يخفى عليه شيء من ذلك .
حدثنا المثنى قال ، حدثنا أبوحذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار"، قال : أما وفاته إياهم بالليل ، فمنامهم ، وأما "ما جرحتم بالنهار"، فيقول : ما اكتسبتم بالنهار.
قال أبو جعفر: وهذا الكلام وإن كان خبراً من الله تعالى ذكره عن قدرته وعلمه ، فإن فيه احتجاجاً على المشركين به ، الذين كانوا ينكرون قدرته على إحيائهم بعد مماتهم وبعثهم بعد فنائهم . فقال تعالى ذكره محتجاً عليهم : "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى"، يقول : فالذي يقبض أرواحكم بالليل ويبعثكم في النهار لتبلغوا أجلاً مسمى ، وأنتم ترون ذلك وتعلمون صحته ، غير منكر له القدرة على قبض أرواحكم وإفنائكم ثم ردها إلى أجسادكم ، وإنشائكم بعد مماتكم ، فإن ذلك نظير ما تعاينون وتشاهدون. وغير منكر لمن قدر على ما تعاينون من. ذلك ، القدرة على ما لم تعاينوه . وإن الذي لم تروه ولم تعاينوه من ذلك ، شبيه ما رأيتم وعاينتم .
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره : "ثم يبعثكم"، يثيركم ويوقظكم من منامكم ، "فيه" يعني : في النهار، ، والهاء التي في "فيه" راجعة على النهار، "ليقضى أجل مسمى"، يقول : ليقضي الله الأجل الذي سماه لحياتكم ، وذلك الموت ، فيبلغ مدته ونهايته ، "ثم إليه مرجعكم"، يقول : ثم إلى الله معادكم ومصيركم ، "ثم ينبئكم بما كنتم تعملون"، يقول : ثم يخبركم بما كنتم تعملون في حياتكم الدنيا، ثم يجازيكم بذلك ، إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "ثم يبعثكم فيه"، قال : في النهار.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور قال ، حدثنا معمر، عن قتادة : "ثم يبعثكم فيه"، في النهار، والبعث ، اليقظة .
حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله .
حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "ثم يبعثكم فيه"، قال : بالنهار.
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ، قال عبد الله بن كثير: "ثم يبعثكم فيه"، قال : يبعثكم في المنام .
"ليقضى أجل مسمى" وذلك الموت.
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "ليقضى أجل مسمى"، وهو الموت .
حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "ليقضى أجل مسمى"، قال : هو أجل الحياة إلى الموت .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ، قال عبد الله بن كثير: "ليقضى أجل مسمى"، قال : مدتهم .
قوله تعالى: "وهو الذي يتوفاكم بالليل" أي ينيمكم فيقبض نفوسكم التي بها تميزون، وليس بذلك موتا حقيقة بل هو قبض الأرواح التصرف بالنوم كما يقبضها بالموت. والتوفي استيفاء الشيء. وتوفي الميت استوفى عدد أيام عمره، والذي ينام كأنه استوفى حركاته في اليقظة. والوفاة الموت. وأوفيتك المال، وتوفيته، واستوفيته إذا أخذته أجمع. وقال الشاعر:
إن بني الأدرد ليسوا من أحد ولا توفاهم قريش في العدد
ويقال: إن الروح إذا خرجت من البدن في المنام تبقى فيه الحياة، ولهذا تكون فيه الحركة والتنفس، فإذا انقضى عمره خرجت روحه وتنقطع حياته، وصار ميتا لا يتحرك ولا يتنفس. وقال بعضهم. لا تخرج منه الروح، ولكن يخرج منه الذهن. ويقال: هذا أمر لا يعرف حقيقته إلا الله تعالى. وهذا أصح الأقاويل، والله أعلم. "ثم يبعثكم فيه" أي في النهار، ويعني اليقظة. "ليقضى أجل مسمى" أي ليستوفي كل إنسان أجلا ضرب له. وقرأ أبو رجاء وطلحة بن مصرف ثم يبعثكم فيه ليقضي أجلا مسمى أي عنده. و"جرحتم" كسبتم. وقد تقدم في المائدة. وفي الآية تقديم وتأخير، والتقدير وهو الذي يتوفاكم بالليل ثم يبعثكم بالنهار ويعلم ما جرحتم فيه، فقدم الأهم الذي من أجله وقع البعث في النهار. وقال ابن جريج: ثم يبعثكم فيه أي في المنام. ومعنى الآية: إن إمهاله تعالى للكفار ليس لغفلة عن كفرهم فإنه أحصى كل شيء عددا وعلمه وأثبته، ولكن ليقضي أجلا مسمى من رزق وحياة، ثم يرجعون إليه فيجازيهم. وقد دل على الحشر والنشر بالبعث، لأن النشأة الثانية منزلتها بعد الأولى كمنزلة اليقظة بعد النوم في أن من قدر على أحدهما فهو قادر على الآخر.
يقول تعالى إنه يتوفى عباده في منامهم بالليل, وهذا هو التوفي الأصغر, كما قال تعالى: " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي " وقال تعالى: " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى " فذكر في هذه الاية الوفاتين الكبرى والصغرى, وهكذا ذكر في هذا المقام, حكم الوفاتين الصغرى ثم الكبرى, فقال "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار" أي ويعلم ما كسبتم من الأعمال بالنهار, وهذه جملة معترضة دلت على إحاطة علمه تعالى بخلقه في ليلهم ونهارهم, في حال سكونهم وحال حركتهم, كما قال " سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار " وكما قال تعالى: "ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه" أي في الليل "ولتبتغوا من فضله" أي في النهار كما قال " وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا " ولهذا قال تعالى ههنا "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار" أي ما كسبتم من الأعمال فيه "ثم يبعثكم فيه" أي في النهار, قاله مجاهد وقتادة والسدي, وقال ابن جريج: عن عبد الله بن كثير, أي في المنام والأول أظهر, وقد روى ابن مردويه بسند: عن الضحاك, عن ابن عباس, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مع كل إنسان ملك إذا نام أخذ نفسه ويرده إليه, فإن أذن الله في قبض روحه قبضه وإلا رد إليه" فذلك قوله: "وهو الذي يتوفاكم بالليل".
وقوله "ليقضى أجل مسمى" يعني به أجل كل واحد من الناس, "ثم إليه مرجعكم" أي يوم القيامة "ثم ينبئكم" أي فيخبركم "بما كنتم تعملون" أي ويجزيكم على ذلك إن خيراً فخير وإن شراً فشر, وقوله "وهو القاهر فوق عباده" أي وهو الذي قهر كل شيء وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء, "ويرسل عليكم حفظة" أي من الملائكة يحفظون بدن الإنسان, كقوله "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" وحفظة يحفظون عمله ويحصونه كقوله " وإن عليكم لحافظين " الاية وكقوله "عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" وقوله "إذ يتلقى المتلقيان" الاية وقوله "حتى إذا جاء أحدكم الموت" أي احتضر وحان أجله "توفته رسلنا" أي ملائكة موكلون بذلك, قال ابن عباس وغير واحد: لملك الموت أعوان من الملائكة, يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم, وسيأتي عند قوله تعالى: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" الأحاديث المتعلقة بذلك الشاهدة لهذا المروي عن ابن عباس وغيره بالصحة, وقوله "وهم لا يفرطون" أي في حفظ روح المتوفى, بل يحفظونها وينزلونها حيث شاء الله عز وجل, إن كان من الأبرار ففي عليين, وإن كان من الفجار ففي سجين, عياذاً بالله من ذلك, وقوله "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق" قال ابن جرير: "ثم ردوا" يعني الملائكة "إلى الله مولاهم الحق" ونذكر هاهنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا حسين بن محمد, حدثنا ابن أبي ذئب, عن محمد بن عمرو بن عطاء, عن سعيد بن يسار, عن أبي هريرة, رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح, قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب, اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان, فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج, ثم يعرج بها إلى السماء, فيستفتح لها فيقال من هذا ؟ فيقال فلان, فيقال مرحباً بالنفس الطيبة, كانت في الجسد الطيب, ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان, فلا تزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل, وإذا كان الرجل السوء, قالوا: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث, اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق , وآخر من شكله أزواج, فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج, ثم يعرج بها إلى السماء , فيستفتح لها فيقال: من هذا ؟ فيقال: فلان, فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث, ارجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر, فيجلس الرجل الصالح, فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول, ويجلس الرجل السوء, فيقال له مثل ما قيل في الحديث الثاني" هذا حديث غريب, ويحتمل أن يكون المراد بقوله " ثم ردوا" يعني الخلائق كلهم إلى الله يوم القيامة, فيحكم فيهم بعدله, كما قال " قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم " وقال "وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً" إلى قوله "ولا يظلم ربك أحداً" ولهذا قال "مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين".
قوله: 60- "يتوفاكم بالليل" أي ينيمكم فيقبض فيه نفوسكم التي بها تميزون وليس ذلك موتاً حقيقة، فهو مثل قوله: "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" والتوفي استيفاء الشيء، وتوفيت الشيء واستوفيته: إذا أخذته أجمع، قال الشاعر:
إن بني الأدرم ليسوا من أحد ولا توفاهم قريش في العدد
قيل: الروح إذا خرجت من البدن في المنام بقيت فيه الحياة، وقيل: لا تخرج منه الروح بل الذهن فقط، والأولى أن هذا أمر لا يعرفه إلا الله سبحانه. قوله: "ويعلم ما جرحتم بالنهار" أي كسبتم بجوارحكم من الخير والشر. قوله: "ثم يبعثكم فيه" أي في النهار يعني اليقظة، وقيل: يبعثكم من القبور فيه: أي في شأن ذلك الذي قطعتم فيه أعماركم من النوم بالليل والكسب بالنهار، وقيل في الكلام تقديم وتأخير، والتقدير: هو الذي يتوفاكم بالليل ثم يبعثكم بالنهار ويعلم ما جرحتم فيه، وقيل ثم يبعثكم فيه: أي في المنام، ومعنى الآية: أن إمهاله تعالى للكفار ليس للغفلة عن كفرهم، فإنه عالم بذلك ولكن "ليقضى أجل مسمى" أي معين لكل فرد من أفراد العباد من حياة ورزق "ثم إليه مرجعكم" أي رجوعكم بعد الموت "ثم ينبئكم بما كنتم تعملون" فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
60- قوله تعالى " وهو الذي يتوفاكم بالليل "، أي: يقبض أرواحكم إذا نمتم بالليل، " ويعلم ما جرحتم "، كسبتم، " بالنهار ثم يبعثكم فيه "، أي: يوقظكم في النهار، " ليقضى أجل مسمىً "، يعني: أجل الحياة إلى الممات، يريد استيفاء العمر على التمام، " ثم إليه مرجعكم "، في الآخرة، " ثم ينبئكم "، يخبركم، " بما كنتم تعملون ".
60 " وهو الذي يتوفاكم بالليل " ينيمكم فيه ويراقبكم ، استعير التوفي من الموت للنوم لما بينهم من المشاركة في زوال الإحساس والتمييز فإن أصله قبض الشيء بتمامه . " ويعلم ما جرحتم بالنهار " كسبتم فيه خص الليل بالنوم والنهار بالكسب جريًا على المعتاد . " ثم يبعثكم " يوقظكم أطلق البعث ترشيحاً للتوفي " فيه " في النهار . " ليقضى أجل مسمى " ليبلغ المتيقظ آخر أجله المسمى له في الدنيا " ثم إليه مرجعكم " بالموت . " ثم ينبئكم بما كنتم تعملون " بالمجازاة عليه . وقيل الآية خطاب للكفرة والمعنى أنكم ملقون كالجيف بالليل وكاسبون للآثام بالنهار ، وأنه سبحانه وتعالى مطلع على أعمالكم يبعثكم من القبور في شأن ذلك الذي قطعتم به أعماركم من النوم بالليل وكسب الآثام بالنهار ، ليقضي الأجل الذي سماه وضربه لبعث الموتى وجزائهم على أعمالهم ، ثم إليه مرجعكم بالحساب ، ثم ينبئكم بما كنتم تعملون بالجزاء .
60. He it is Who gathereth you at night and knoweth that which ye commit by day. Then He raiseth you again to life therein, that the term appointed (for you) may be accomplished. And afterward unto Him is your return. Then He will proclaim unto you what ye used to do.
60 - It is he who doth take your souls by night, and hath knowledge of all that ye have done by day: by day doth he raise you up again; that a term appointed be fulfilled; in the end unto him will be your return; then will he show you the truth of all that ye did.