65 - (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه) اعبدوه (مخلصين له الدين) من الشرك (الحمد لله رب العالمين)
" هو الحي " يقول هو الحي الذي لا يموت ، الدائم الحياة ، وكل شيء سواه فمنقطع الحياة غير دائمها " لا إله إلا هو " يقول : لا معبود بحق تجوز عبادته ، وتصلح الألوهة له إلا الله الذي هذه الصفات صفاته ، فادعوه أيها الناس مخلصين له الدين ، مخلصين له الطاعة ، مفردين له الألوهة ، لا تشركوا في عبادته شيئاً سواه ، ومن وثن وصنم ، ولا تجعلوا له نداً ولا عدلا ً " الحمد لله رب العالمين " يقول : الشكر لله الذي هو مالك جميع أجناس الخلق ، من ملك وجن وإنس وغيرهم ، لا للآلهة والأوثان التي لا تملك شيئاً ، ولا تقدر على ضرر ولا نفع ، بل هو مملوك ، إن ناله نائل بسوء لم يقدر له عن نفسه دفعاً .
وكان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال لا إله إلا الله إن يتبع ذلك " الحمد لله رب العالمين " تأولاً منهم هذه الآية ، بأنها أمر من الله بقيل ذلك .
ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، قال : ثنا الأعمش ، عن ابن عباس ، قال : من قال لا إله إلا الله ، فليقل على إثرها : الحمد لله رب العالمين ، فذلك قوله " فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين " .
حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل ، عن سعيد بن جبير ، قال : إذا قال أحدكم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له فليقل : الحمد لله رب العالمين ، ثم قال : " فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين " .
حدثني محمد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا محمد بن بشر ، قال : ثنا إسماعيل بن إبي خالد ، عن سعيد بن جبير أنه كان يستحب إذا قال : لا إله إلا الله يتبعها الحمد لله ، ثم قرأ هذه الآية " هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين " .
حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر ، عن سعيد بن جبير ، قال : إذا قال أحدكم لا إله إلا الله وحده ، فليقل بأثرها : الحمد لله رب العالمين ، ثم قرأ : " فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين " .
قوله تعالى : " هو الحي " أي الباقي الذي لا يموت " لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين " أي الطاعة والعبادة . " الحمد لله رب العالمين " قال الفراء : هو خبر وفيه إضماار أمر أي ادعوه واحدوه . وقد مضى هذا كله مستوفى في ( البقرة ) وغيرها . وقال ابن عباس : من قال : (لا إله إلا الله ) فليقل ( الحمد لله رب العالمين .
يقول تعالى ممتناً على خلقه بما جعل لهم من الليل الذي يسكنون فيه يستريحون من حركات ترددهم في المعايش بالنهار وجعل النهار مبصراً أي مضيئا ليتصرفوا فيه بالأسفار وقطع الأقطار والتمكن من الصناعات "إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون" أي لا يقومون بشكر نعم الله عليهم, ثم قال عز وجل: "ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو" أي الذي فعل هذه الأشياء هو الله الواحد الأحد خالق الأشياء الذي لا إله غيره ولا رب سواه "فأنى تؤفكون" أي فكيف تعبدون من الأصنام التي لا تخلق شيئاً بل هي مخلوقة منحوتة.
وقوله عز وجل: "كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون" أي كما ضل بعبادة غير الله كذلك أفك الذين من قبلهم فعبدوا غيره بلا دليل ولا برهان بل بمجرد الجهل والهوى. وجحدوا حجج الله وآياته وقوله تعالى: "الله الذي جعل لكم الأرض قراراً" أي جعلها لكم مستقراً بساطاً مهاداً تعيشون عليها وتتصرفون فيها وتمشون في مناكبها وأرساها بالجبال لئلا تميد بكم "والسماء بناء" أي سقفاً للعالم محفوظاً "وصوركم فأحسن صوركم" أي فخلقكم في أحسن الأشكال ومنحكم أكمل الصور في أحسن تقويم "ورزقكم من الطيبات" أي من المآكل والمشارب في الدنيا فذكر أنه خالق الدار والسكان والأرزاق فهو الخالق الرازق كما قال تعالى في سورة البقرة: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ". وقال تعالى ههنا بعد خلق هذه الأشياء: "ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين" أي فتعالى وتقدس وتنزه رب العالمين كلهم ثم قال تعالى: "هو الحي لا إله إلا هو" أي هو الحي أزلاً وأبداً لم يزل ولا يزال وهو الأول والاخر والظاهر والباطن "لا إله إلا هو" أي لا نظير له ولا عديل "فادعوه مخلصين له الدين" أي موحدين له مقرين بأنه لا إله إلا هو الحمد لله رب العالمين. قال ابن جرير: كان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال لا إله إلا الله أن يتبعها بالحمد لله رب العالمين عملاً بهذه الاية. ثم روي عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن أبيه عن الحسين بن واقد عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين وذلك قوله تعالى: "فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين" وقال أبو أسامة وغيره عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال إذا قرأت " فادعوا الله مخلصين له الدين " فقل لا إله إلا الله وقل على أثرها الحمد لله رب العالمين ثم قرأ "فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين". قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير حدثنا هشام يعني ابن عروة بن الزبير عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن بدر المكي قال كان عبد الله بن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله, لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل بهن دبر كل صلاة ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن هشام بن عروة وحجاج بن أبي عثمان وموسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي الزبير عن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وذكر تمامه.
65- "هو الحي لا إله إلا هو" أي الباقي الذي لا يفنى المنفرد بالألوهية "فادعوه مخلصين له الدين" أي الطاعة والعبادة "الحمد لله رب العالمين" قال الفراء: هو خبر وفيه إضمار أمر: أي احمدوه.
وقد أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم. قال السيوطي بسند صحيح عن أبي العالية قال:إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الدجال يكون منا في آخر الزمان، ويكون في أمره فعظموا أمره، وقالوا: نصنع كذا ونصنع كذا، فأنزل الله "إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه" قال: لا يبلغ الذي يقول "فاستعذ بالله" فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الدجال. وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار في الآية قال: هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: "إن في صدورهم إلا كبر" قال: عظمة قريش. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة، ثم قرأ "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي" قال: عن دعائي "سيدخلون جهنم داخرين"". قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدعاء هو العبادة "قال ربكم ادعوني أستجب لكم"". وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله: "ادعوني أستجب لكم" قال: وحدوني أغفر لكم. وأخرج الحاكم وصححه عن جرير بن عبد الله في الآية قال: اعبدوني. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء الاستغفار". وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وأحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع الله يغضب عليه". وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وأبو يعلى والطبراني عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء". وأخرج الترمذي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء مخ العبادة". وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: أفضل العبادة الدعاء، وقرأ "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" الآية. وأخرج البخاري في الأدب عن عائشة قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل؟ فقال: دعاء المرء لنفسه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: من قال لا إله إلآ الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين، وذلك قوله: "فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين".
65. " هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين "، قال الفراء : هو خبر وفيه إضمار الأمر، مجازه: فادعوه واحمدوه.
وروي عن مجاهد عن ابن عباس قال: من قال لا إله إلا الله فليقل على إثرها الحمد لله رب العالمين، فذلك قوله عز وجل: " فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ".
65-" هو الحي " المتفرد بالحياة الذاتية . " لا إله إلا هو " إذ لا يوجد سواه ولا موجد يساويه أو يدانيه في ذاته وصفاته . " فادعوه " فاعبدوه " مخلصين له الدين " أي الطاعة من الشرك والرياء " الحمد لله رب العالمين " قائلين له .
65. He is the Living One. There is no God save Him. So pray unto Him, making religion pure for Him (only). Praise be to Allah, the Lord of the Worlds!
65 - He is the living (One): there is no god but He: call upon Him, giving Him sincere devotion. Praise be to God, Lord of the Worlds!