69 - (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) بإنكاره وهي هلاكهم بالعذاب
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم " قل " يا محمد لهؤلاء المكذبين ما جئتهم به من الأنباء من عند ربك: " سيروا في الأرض فانظروا " إلى ديار من كان قبلكم من المكذبين رسل الله ومساكنهم كيف هي، ألم يخربها الله، ويهلك أهلها بتكذيبهم رسلهم، وردهم عليهم نصائحهم فخلت منهم الديار وتعفت منهم الرسوم والآثار، فإن ذلك كان عاقبة إجرامهم، وذلك سنة ربكم في كل من سلك سبيلهم في تكذيب رسل ربهم، والله فاعل ذلك بكم إن أنتم لم تبادروا الإنابة من كفركم وتكذيبكم رسول ربكم.
قوله تعالى : " قل سيروا في الأرض " أي (( قل )) لهؤلاء الكفار (يسروا ) في بلاد الشام والحجاز واليمن . " فانظروا " أي بقلوبكم وبصائركم " كيف كان عاقبة المجرمين " المكذبين لرسلهم .
يقول تعالى مخبراً عن منكري البعث من المشركين أنهم استبعدوا إعادة الأجساد بعد صيرورتها عظماً ورفاتاً وتراباً, ثم قال: "لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل" أي ما زلنا نسمع بهذا نحن وآباؤنا ولا نرى له حقيقة ولا قوعاً, وقولهم "إن هذا إلا أساطير الأولين" يعنون ما هذا الوعد بإعادة الأبدان "إلا أساطير الأولين" أي أخذه قوم عمن قبلهم من كتب يتلقاه بعض عن بعض وليس له حقيقة, قال الله تعالى مجيباً لهم عما ظنوه من الكفر وعدم المعاد: "قل" يا محمد لهؤلاء "سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين" أي المكذبين بالرسل وبما جاءوهم به من أمر المعاد وغيره كيف حلت بهم نقمة الله وعذابه ونكاله ونجى الله من بينهم رسله الكرام ومن اتبعهم من المؤمنين, فدل ذلك على صدق ما جاءت به الرسل وصحته, ثم قال تعالى مسلياً لنبيه صلى الله عليه وسلم "ولا تحزن عليهم" أي المكذبين بما جئت به ولا تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم حسرات "ولا تكن في ضيق مما يمكرون" أي في كيدك, ورد ما جئت به فإن الله مؤيدك وناصرك ومظهر دينك على من خالفه وعانده في المشارق والمغارب.
فقال: 69- " قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين " بما جاءت به الأنبياء من الإخبار بالبعث، ومعنى النظر هو مشاهدة آثارهم بالبصر فإن في المشاهدة زيادة اعتبار. وقيل المعنى: فانظروا بقلوبكم وبصائركم كيف كان عاقبة المكذبين لرسلهم، والأولى أولى لأمرهم بالسير في الأرض.
69- "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين".
69 -" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين " تهديد لهم على التكذيب وتخويف بأن ينزل بهم مثل ما نزل بالمكذبين قبلهم ، والتعبير عنهم بـ " المجرمين " ليكون لطفاً بالمؤمنين في ترك الجرائم .
69. Say (unto them, O Muhammad): Travel in the land and see the nature of the sequel for the guilty!
69 - Say: Go ye through the earth and see what has been the end of those guilty (of sin).