7 - (الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير) هذا بيان لموافقي الشيطان وما لمخالفيه
يقول تعالى ذكره: " الذين كفروا " بالله ورسوله " لهم عذاب " من الله " شديد "، وذلك عذاب النار. وقوله " والذين آمنوا " يقول: والذين صدقوا الله ورسوله، وعملوا بما أمرهم الله، وانتهوا عما نهاهم عنه " لهم مغفرة " من الله لذنوبهم " وأجر كبير " وذلك الجنة.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " لهم مغفرة وأجر كبير " وهي الجنة.
"الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير"
لما ذكر تعالى أن أتباع إبليس مصيرهم إلى السعير, ذكر بعد ذلك أن الذين كفروا لهم عذاب شديد, لأنهم أطاعوا الشيطان وعصوا الرحمن, وأن الذين آمنوا بالله ورسله "وعملوا الصالحات لهم مغفرة" أي لما كان منهم من ذنب "وأجر كبير" على ما عملوه من خير. ثم قال تعالى: "أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً" يعني كالكفار والفجار يعملون أعمالاً سيئة وهم في ذلك يعتقدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً, أي أفمن كان هكذا قد أضله الله ألك فيه حيلة, لاحيلة لك فيه "فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء" أي بقدره كان ذلك "فلا تذهب نفسك عليهم حسرات" أي لا تأسف على ذلك, فإن الله حكيم في قدره إنما يضل من يضل ويهدي من يهدي, لما له في ذلك من الحجة البالغة والعلم التام, ولهذا قال تعالى: "إن الله عليم بما يصنعون"
وقال ابن أبي حاتم عند هذه الاية: حدثنا أبي , حدثنا محمد بن عوف الحمصي , حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني أو ربيعة عن عبد الله بن الديلمي قال: أتيت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وهو في حائط بالطائف يقال له الوهط, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة, ثم ألقى عليهم من نوره, فمن أصابه من نوره يومئذ فقد اهتدى ومن أخطأه منه ضل, فلذلك أقول جف القلم على ما علم الله عز وجل" ثم قال: حدثنا محمد بن عبدة القزويني , حدثنا حسان بن حسان البصري , حدثنا إبراهيم بن بشير , حدثنا يحيى بن معن , حدثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " الحمدلله الذي يهدي من الضلالة, ويلبس الضلالة على من أحب" وهذا أيضاً حديث غريب جداً.
ومحل الموصول في قوله: 5- "الذين كفروا لهم عذاب شديد" الرفع على الابتداء، ولهم عذاب شديد خبره، أو الرفع على البدل من فاعل يكونوا، أو النصب علىالبدل من حزبه، أو النعت له، أو إضمار فعل يدل على الذم، لأنه سبحانه بعد ذكر عداوة الشيطان ودعائه لحزبه ذكر حال الفريقين من المطيعين له والعاصين عليه فالفريق الأول قال "لهم عذاب شديد" والفريق الآخر قال فيه "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير" أي يغفر الله لهم بسبب الإيمان والعمل الصالح، ويعطيهم أجراً كبيراً وهو الجنة.
ثم بين حال موافقيه ومخالفيه فقال:
7- "الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةً وأجر كبير".
7 -" الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير " وعيد لمن أجاب دعاءه ووعد لمن خالفه وقطع للأماني الفارغة وبناء للأمر كله على الإيمان والعمل الصالح وقوله :
7. Those who disbelieve, theirs will be an awful doom; and those who believe and do good works, theirs will be forgiveness and a great reward.
7 - For those who reject God is a terrible Penalty: but for those who believe and work righteous deeds, is Forgiveness, and a magnificent Reward.