77 - (وإنه لهدى) من الضلالة (ورحمة للمؤمنين) من العذاب
يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن لهدى، يقول: لبيان من الله، يبين به الحق فيما اختلف فيه خلقه من أمور دينهم " ورحمة للمؤمنين " يقول: ورحمة لمن صدق به وعمل بما فيه
قوله تعالى : " لهدى ورحمة للمؤمنين " خص المؤمنين لأنهم المنتفعونبه . " إن ربك يقضي بينهم بحكمه " أي يقضي بين بني إسرائيل فيما اختلفوا فيه في الآخرة ، فيجازي الحق والمبطل . وقيل : يقضي بينهم في الدنيا فيظهر ما حرفوه . " وهو العزيز " المنيع الغالب الذي لا يرد أمره .
يقول تعالى مخبراً عن كتابه العزيز وما اشتمل عليه من الهدى والبيان والفرقان أنه يقص على بني إسرائيل وهم حملة التوراة والإنجيل "أكثر الذي هم فيه يختلفون" كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه فاليهود افتروا والنصارى غلوا فجاء القرآن بالقول الوسط الحق العدل أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام, عليه أفضل الصلاة والسلام, كما قال تعالى: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون", وقوله "وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين" أي هدى لقلوب المؤمنين به ورحمة لهم في العمليات.
ثم قال تعالى: "إن ربك يقضي بينهم" أي يوم القيامة "بحكمه وهو العزيز" أي في انتقامه "العليم" بأفعال عباده وأقوالهم "فتوكل على الله" أي في جميع أمورك وبلغ رسالة ربك "إنك على الحق المبين" أي أنت على الحق المبين وإن خالفك من خالفك ممن كتبت عليه الشقاوة وحقت عليهم كلمة ربك أنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية, ولهذا قال تعالى: "إنك لا تسمع الموتى" أي لا تسمعهم شيئاً ينفعهم, فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوة وفي آذانهم وقر الكفر, ولهذا قال تعالى: " ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون " أي إنما يستجيب لك من هو سميع بصير, السمع والبصر النافع في القلب والبصيرة, الخاضع لله ولما جاء عنه على ألسنة الرسل عليهم السلام.
77- "وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين" أي وإن القرآن لهدى ورجمة لمن آمن بالله وتابع رسوله، وخص المؤمنين لأنهم المنتفعون به، ومن جملتهم من آمن من بني إسرائيل.
77- "وإنه"، يعني القرآن، "لهدىً ورحمة للمؤمنين".
77 -" وإنه لهدىً ورحمة للمؤمنين " فإنهم المنتفعون به .
77. And lo! it is a guidance and a mercy for believers.
77 - And it certainly is a Guide and a Mercy to those who believe.