78 - (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس (وما كان لرسول) منهم (أن يأتي بآية إلا بإذن الله) لأنهم عبيد مربوبون (فإذا جاء أمر الله) بنزول العذاب على الكفار (قضي) بين الرسل ومكذبيهم (بالحق وخسر هنالك المبطلون) أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : " ولقد أرسلنا " يا محمد " رسلا من قبلك " إلى أممها " منهم من قصصنا عليك " يقول : من أولئك الذين أرسلنا إلى أممهم من قصصنا عليك نبأهم " ومنهم من لم نقصص عليك " نبأهم .
وذكر عن أنس أنهم ثمانية آلاف .
ذكر الراوية بذلك :
حدثنا على بن شعيب السمسار قال : ثنا معن بن عيسى ، قال : ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار ، عن محمد بن المنكدر ، عن يزيدبن أبان ، عن أنس بن مالك ، قال : < بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف من الأ نبياء ، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل > .
حدثنا أبو كريب قال : ثنا يونس ، عن عتبة البصرى العبدى ، عن أبي سهل عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الازدى ، عن سلمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : < بعث الله أربعة آلاف نبي > .
حدثني أحمد بن الحسين الترمذي ، قال : ثنا آدم بن أبي إياس ، قال : ثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عبد الله بن يحيى ، عن على بن أبي طالب رضي الله عنه ، في قوله " منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " قال : بعث الله عبداً حبشياً نبياً ، فهو الذي لم نقصص عليك .
وقوله " وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله " يقول تعالى ذكره : وما جعلنا لرسول ممن أرسلناه من قبلك الذين قصصناهم عليك والذين لم نقصصهم عليك إلى أممها أن يأتي قومه بآية فاصلة بينه وبينهم إلا بإذن الله له بذلك ، فيأتيهم بها . يقول جل ثناؤه لنبيه : فلذلك لم يجعل لك أن تأتي قومك بما يسألونك من الآيات دون إذننا لك بذلك ، كما لم نجعل لمن قبلك من رسلنا إلا أن نأذن له به " فإذا جاء أمر الله قضي بالحق " يعني بالعدل ، وهو أن ينجي رسله والذين آمنوا معهم " وخسر هنالك المبطلون " يقول : وهلك هنالك الذين أبطلو ا في قيلهم الكذب ، وإفترائهم على الله ودعائهم له شريكاً .
قوله تعالى : " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك " عزاه أيضاً بما لقيت الرسل من قبله . " منهم من قصصنا عليك " أي أنبأناك بأخبارهم وما لقوا من قومهم . "ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية " أي من قبل نفسه " إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله " أي إذا جاء الوقت المسمى لعذابهم أهلكهم الله ، وإنما التأخير لإسلام من علم الله إسلامه منهم ، ولمن في أصلابهم من المؤمنين . وقيل : أشار بهذا إلى القتل ببدر . " قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون " أي الذين يتبعون الباطل والشرك .
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على تكذيب من كذبه من قومه فإن الله تعالى سينجز لك ما وعدك من النصر والظفر على قومك وجعل العاقبة لك ولمن اتبعك في الدنيا والاخرة "فإما نرينك بعض الذي نعدهم" أي في الدنيا وكذلك وقع فإن الله تعالى أقر أعينهم من كبرائهم وعظمائهم أبيدوا في يوم بدر ثم فتح الله عليه مكة وسائر جزيرة العرب في حياته صلى الله عليه وسلم وقوله عز وجل: "أو نتوفينك فإلينا يرجعون" أي فنذيقهم العذاب الشديد في الاخرة, ثم قال تعالى مسلياً له: "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك" كما قال جل وعلا في سورة النساء سواء أي منهم من أوحينا إليك خبرهم وقصصهم مع قومهم كيف كذبوهم ثم كانت للرسل العاقبة والنصرة "ومنهم من لم نقصص عليك" وهم أكثر ممن ذكر بأضعاف أضعاف كما تقدم التنبيه على ذلك في سورة النساء ولله الحمد والمنة. وقوله تعالى: "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله" أي ولم يكن لواحد من الرسل أن يأتي قومه بخارق للعادات إلا أن يأذن الله له في ذلك فيدل على صدقه فيما جاءهم به "فإذا جاء أمر الله" وهو عذابه ونكاله المحيط بالمكذبين "قضي بالحق" فينجي المؤمنين, ويهلك الكافرين ولهذا قال عز وجل: "وخسر هنالك المبطلون".
78- "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك" أي أنبأناك بأخبارهم وما لقوه من قومهم "ومنهم من لم نقصص عليك" خبره ولا أوصلنا إليك علم ما كان بينه وبين قومه "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله" لا من قبل نفسه، والمراد بالآية المعجزة الدالة على نبوته "فإذا جاء أمر الله" أي إذا جاء الوقت المعين لعذابهم في الدنيا أو في الآخرة " قضي بينهم بالحق " فيما بينهم فينجي الله بقضائه الحق على عباده المحقين "وخسر هنالك" أي في ذلك الوقت "المبطلون" الذين يتبعون الباطل ويعملون به.
78. " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك "، خبرهم في القرآن، " ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله "،/ بأمر الله وإرادته، " فإذا جاء أمر الله "، قضاؤه بين الأنبياء والأمم، " قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون ".
78-" ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " إذ قيل عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، والمذكور قصصهم أشخاص معدودة . " وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله " فإن المعجزات عطايا قسمها بينهم على ما اقتضته حكمته كسائر القسم ، ليس لهم اختيار في إيثار بعضها والاستبداد بإتيان المقترح بها . " فإذا جاء أمر الله " بالعذاب في الدنيا أو الآخرة . " قضي بالحق " بإنجاء المحق وتعذيب المبطل . " وخسر هنالك المبطلون " المعاندون باقتراح الآيات بعد ظهور ما يغنيهم عنها .
78. Verily We sent messengers before thee, among them those of whom We have told thee, and some of whom We have not told thee; and it was not given to any messenger that he should bring a portent cave by Allah's leave, but when Allah's commandment cometh (the cause) is judged aright, and the followers of vanity will then be lost.
78 - We did aforetime send apostles before thee: of them there are some whose story we have related to thee, and some whose story we have not related to thee. It was not (Possible) for any apostle to bring a Sign except by the leave of God: but when the Command of God issued, the matter was decided in truth and justice, and there perished, there and then, those who stood on Falsehoods.