84 - (فلما رأوا بأسنا) شدة عذابنا (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين)
يقول تعالى ذكره : فلما رأت هذه الأمم المكذبة رسلها بأسنا ، يعني عقاب الله الذي وعدتهم به رسلهم قد حل بهم .
كما حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي " فلما رأوا بأسنا " قال : النقمات التي نزلت بهم .
وقوله : " قالوا آمنا بالله وحده " يقول : قالوا أقررنا بتوحيد الله ، وصدقنا أنه لا إله إلا الله " وكفرنا بما كنا به مشركين " يقول : وجحدنا الآلهة التي كنا قبل وقتنا هذا نشركها في عبادتنا الله ونعبدها معه ، ونتخذها آلهة ، فبرئنا منها .
قوله تعالى : " فلما رأوا بأسنا " أي عاينوا العذاب . " قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين " أي بالأوثان التي أشركناهم في العبادة .
يخبر تعالى عن الأمم المكذبة بالرسل في قديم الدهر وماذا حل بهم من العذاب الشديد مع شدة قواهم وما آثروه في الأرض وجمعوه من الأموال فما أغنى عنهم ذلك شيئاً ولا رد عنهم ذرة من بأس الله وذلك لأنهم لما جاءتهم الرسل بالبينات, والحجج القاطعات, والبراهين الدامغات, لم يلتفتوا إليهم ولا أقبلوا عليهم واستغنوا بما عندهم من العلم في زعمهم عما جاءتهم به الرسل قال مجاهد: قالوا نحن أعلم منهم لن نبعث ولن نعذب وقال السدي: فرحوا بما عندهم من العلم بجهالتهم فأتاهم من بأس الله تعالى ما لا قبل لهم به "وحاق بهم" أي أحاط بهم "ما كانوا به يستهزئون" أي يكذبون ويستبعدون وقوعه "فلما رأوا بأسنا" أي عاينوا وقوع العذاب بهم " قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين " أي وحدوا الله عز وجل وكفروا بالطاغوت ولكن حيث لا تقال العثرات ولا تنفع المعذرة وهذا كما قال فرعون حين أدركه الغرق: "آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" قال الله تبارك وتعالى: " آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " أي فلم يقبل الله منه لأنه قد استجاب لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام دعاءه حين قال: "واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم" وهكذا قال تعالى ههنا: "فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده" أي هذا حكم الله في جميع من تاب عند معاينة العذاب أنه لا يقبل ولهذا جاء في الحديث "إن الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر" أي فإذا غرغر وبلغت الروح الحنجرة وعاين الملك فلا توبة حينئذ ولهذا قال تعالى: "وخسر هنالك الكافرون" آخر سورة غافر ولله الحمد والمنة.
84- "فلما رأوا بأسنا" أي عاينوا عذابنا النازل بهم "قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين" وهي الأصنام التي كانوا يعبدونها.
84. " فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين "، يعني: تبرأنا مما كنا نعدل بالله.
84-" فلما رأوا بأسنا " شدة عذابنا . " قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين " يعنون الأصنام .
84. Then, when they saw Our doom, they said: We believe in Allah only and reject (all) that we used to associate (with Him).
84 - But when they saw Our Punishment, they said: We believe in God, the One God and we reject the partners we used to join with Him.