85 - (ووقع القول) حق العذاب (عليهم بما ظلموا) أشركوا (فهم لا ينطقون) إذ لا حجة لهم
يقول تعالى ذكره: ووجب السخط والغضب من الله على المكذبين بآياته " بما ظلموا " يعني بتكذيبهم بآيات الله، يوم يحشرون " فهم لا ينطقون " يقول: فهم لا ينطقون بحجة يدفعون بها عن أنفسهم عظيم ما حل بهم ووقع عليهم من القول.
قوله تعالى : " فهم لا ينطقون " أي ليس لهم عذر ولا حجة . وقيل : يختم على أفواههم فلا ينطقون ، قاله أكثر المفسرين .
يقول تعالى مخبراً عن يوم القيامة وحشر الظالمين من المكذبين بآيات الله ورسله إلى بين يدي الله عز وجل ليسألهم عما فعلوه في الدار الدنيا, تقريعاً وتوبيخاً وتصغيراً وتحقيراً فقال تعالى: "ويوم نحشر من كل أمة فوجاً" أي من كل قوم وقرن فوجاً أي جماعة "ممن يكذب بآياتنا" كما قال تعالى: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" وقال تعالى: "وإذا النفوس زوجت" وقوله تعالى: "فهم يوزعون" قال ابن عباس رضي الله عنهما: يدفعون. وقال قتادة : وزعة يرد أولهم على آخرهم.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يساقون " حتى إذا جاؤوا " ووقفوا بين يدي الله عز وجل في مقام المساءلة " قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون " أي فيسألون عن اعتقادهم وأعمالهم! فلما لم يكونوا من أهل السعادة وكانوا كما قال الله عنهم: "فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى" فحينئذ قامت عليهم الحجة, ولم يكن لهم عذر يعتذرون به, كما قال الله تعالى "هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون" الاية, وهكذا قال ههنا: "ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون" أي بهتوا فلم يكن لهم جواب لأنهم كانوا في الدار الدنيا ظلمة لأنفسهم, وقد ردوا إلى عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه خافية.
ثم قال تعالى منبهاً على قدرته التامة وسلطانه العظيم وشأنه الرفيع الذي تجب طاعته والانقياد لأوامره وتصديق أنبيائه فيما جاؤوا به من الحق الذي لا محيد عنه, فقال تعالى: "ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه" أي في ظلام الليل لتسكن حركاتهم بسببه وتهدأ أنفاسهم, ويستريحون من نصب التعب في نهارهم "والنهار مبصراً" أي منيراً مشرقاً, فبسبب ذلك يتصرفون في المعاش والمكاسب والأسفار والتجارات وغير ذلك من شؤونهم التي يحتاجون إليها " إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".
85- "ووقع القول عليهم" قد تقدم تفسيره قريباً، والباء في "بما ظلموا" للسببية: أي وجب القول عليهم بسبب الظلم الذي أعظم أنواعه الشرك بالله "فهم لا ينطقون" عند وقوع القول عليهم: أي ليس لهم عذر ينطقون به، أو لا يقدرون على القول لما يرونه من الهول العظيم. وقال أكثر المفسرين: يختم على أفواههم فلا ينطقون، ثم بعد أن خوفهم بأهوال القيامة ذكر سبحانه ما يصلح أن يكون دليلاً على التوحيد، وعلى الحشر، وعلى النبوة مبالغة في الإرشاد وإبلاء للمعذرة.
85- "ووقع القول"، وجب العذاب، "عليهم بما ظلموا"، بما أشركوا، "فهم لا ينطقون"، قال قتادة: كيف ينطقون ولا حجة لهم، نظيره قوله تعالى: " هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون " وقيل: لا ينطقون لأن أفواههم مختومة.
85 -" ووقع القول عليهم " حل بهم العذاب الموعود وهو كبهم في النار بعد ذلك . " بما ظلموا " بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله . " فهم لا ينطقون " باعتذار لشغلهم بالعذاب .
85. And the Word will be fulfilled concerning them because they have done wrong, and they will not speak.
85 - And the Word will be fulfilled against them, because of their wrong doing, and they will be unable to speak (in plea).