89 - (أولئك الذين آتيناهم الكتاب) بمعنى الكتب (والحكم) الحكمة (والنبوة فإن يكفر بها) أي بهذه الثلاثة (هؤلاء) أي أهل مكة (فقد وكلنا بها) أرصدنا لها (قوما ليسوا بها بكافرين) هم المهاجرون والأنصار
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله : "أولئك"، هؤلاء الذين سميناهم من أنبيائه ورسله ، نوحاً وذريته الذين هداهم لدين الإسلام ، واختارهم لرسالته إلى خلقه ، هم "الذين آتيناهم الكتاب"، يعني بذلك : صحف إبراهيم وموسى ، وزبور داود، وإنجيل عيسى صلوات الله عليهم أجمعين ، "والحكم"، يعني : الفهم بالكتاب ، ومعرفة ما فيه من الأحكام . وروي عن مجاهد في ذلك ما :
حدثني المثنى قال ، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال ، حدثنا أبان قال ، حدثنا مالك بن شداد، عن مجاهد : "والحكم والنبوة"، قال : الحكم ، هو اللب.
وعنى بذلك مجاهد، إن شاء الله ، ما قلت ، لأن اللب هو العقل ، فكأنه أراد: أن الله آتاهم العقل بالكتاب ، وهو بمعنى ما قلنا من أنه الفهم به .
وقد بينا معنى النبوة والحكم، فيما مضى بشواهدهما، فأغنى ذلك عن إعادته .
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : فإن يكفر: يا محمد، بآيات كتابي الذي أنزلته إليك فيجحد هؤلاء المشركون العادلون بربهم ، كالذي :
حدثني علي بن داود قال ، حدثنا أبو صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس : "فإن يكفر بها هؤلاء"، يقول : إن يكفروا بالقرآن.
ثم اختلف أهل التأويل في المعني ب "هؤلاء".
فقال بعضهم : عني بهم كفار قريش ، وعني بقوله : "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، الأنصار .
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا سليمان قال ، حدثنا أبو هلال ، عن قتادة في قول الله تعالى ذكره : "فإن يكفر بها هؤلاء"، قال : أهل مكة، "فقد وكلنا بها"، أهل المدينة.
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن جويبر، عن الضحاك ، "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، قال : الأنصار.
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن جويبر، عن الضحاك : "فإن يكفر بها هؤلاء"، قال : إن يكفر بها أهل مكة، "فقد وكلنا بها"، أهل المدينة الأنصار، "ليسوا بها بكافرين".
حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "فإن يكفر بها هؤلاء"، يقول : إن تكفر بها قريش ، "فقد وكلنا بها"، الأنصار.
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج : "فإن يكفر بها هؤلاء"، أهل مكة، "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، أهل المدينة .
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين"، قال : كان أهل المدينة قد تبوأوا الدار والإيمان قبل أن يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما أنزل الله عليهم الآيات ، جحد بها أهل مكة . فقال الله تعالى ذكره : "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين". قال عطية: ولم أسمع هذا من ابن عباس ، ولكن سمعته من غيره .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو صالح قال ، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس : "فإن يكفر بها هؤلاء"، يعني أهل مكة . يقول : إن يكفروا بالقرآن ، "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، يعني أهل المدينة والأنصار.
وقال آخرون : معنى ذلك : فإن يكفر بها أهل مكة، فقد وكلنا بها الملائكة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة، عن عوف ، عن أبي رجاء: "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، قال : هم الملائكة .
حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا محمد بن جعفر وابن أبي عدي وعبد الوهاب ، عن عوف ، عن أبي رجاء، مثله.
وقال آخرون : عني بقوله : "فإن يكفر بها هؤلاء"، يعني قريشاً، وبقوله : "فقد وكلنا بها قوما"، الأنبياء الذين سماهم في الآيات التي مضت قبل هذه الآية.
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد بن زريع قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله : "فإن يكفر بها هؤلاء"، يعني أهل مكة، "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، وهم الأنبياء الثمانية عشر الذين قال الله : "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده".
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة : "فإن يكفر بها هؤلاء"، قال : يعني قوم محمد. ثم قال : "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، يعني النبيين الذين قص قبل هذه الآية قصصهم . ثم قال : "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده".
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال في تأويل ذلك يالصواب ، قول من قال : عني بقوله : "فإن يكفر بها هؤلاء"، كفار قريش ، "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، يعني به الأنبياء الثمانية عشر الذين سماهم الله تعالى ذكره في الآيات قبل هذه الآية. وذلك أن الخبر في الآيات قبلها عنهم مضى، وفي التي بعدها عنهم ذكر، فما بينها بان يكون خبراً عنهم ، أولى وأحق من أن يكون خبرا عن غيرهم .
فتأويل الكلام ، إذ كان ذلك كذلك ، فإن كفر قومك من قريش ، يا محمد، بأياتنا، وكذبوا وجحدوا حقيقتها، فقد استحفظناها واسترعينا القيام بها رسلنا وأنبياءنا من قبلك ، الذين لا يجحدون حقيقتها، ولا يكذبون بها، ولكنهم يصدقون بها ويؤمنون بصحتها.
وقد قال بعضهم : معنى قوله : "فقد وكلنا بها قوما"، رزقناها قوماً.
قوله تعالى: "أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة" ابتداء وخبر والحكم العلم والفقه. "فإن يكفر بها" أي بآياتنا. "هؤلاء" أي كفار عصرك يا محمد. "فقد وكلنا بها" جواب الشرط، أي وكلنا بالإيمان بها "قوماً ليسوا بها بكافرين" يريد الأنصار من أهل المدينة والمهاجرين من أهل مكة. وقال قتادة: يعني النبيين الذين قص الله عز وجل. قال النحاس: وهذا القول أشبه بالمعنى، لأنه قال بعد: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده". وقال أبو رجاء: هم الملائكة. وقيل هو عام في كل مؤمن من الجن والإنس والملائكة. والباء في بكافرين زائدة على جهة التأكيد.
يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن, وأيس هو وامرأته سارة من الولد, فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط, فبشروهما بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك, وقالت "يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله ؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد" فبشروهما مع وجوده بنبوته, وبأن له نسلاً وعقباً, كما قال تعالى: "وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين" وهذا أكمل في البشارة وأعظم في النعمة, وقال " فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " أي ويولد لهذا المولود ولد في حياتكما, فتقر أعينكما به, كما قرت بوالده, فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل والعقب, ولما كان ولد الشيخ والشيخة قد يتوهم أنه لا يعقب لضعفه, وقعت البشارة به وبولده باسم يعقوب الذي فيه اشتقاق العقب والذرية, وكان هذا مجازاة لإبراهيم عليه السلام, حين اعتزل قومه وتركهم ونزح عنهم, وهاجر من بلادهم ذاهباً إلى عبادة الله في الأرض, فعوضه الله عز وجل عن قومه وعشيرته, بأولاد صالحين من صلبه على دينه, لتقر بهم عينه, كما قال تعالى: "فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبياً" وقال ههنا "ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا" وقوله "ونوحاً هدينا من قبل" أي من قبله هديناه كما هديناه, ووهبنا له ذرية صالحة, وكل منهما له خصوصية عظيمة, أما نوح عليه السلام, فإن الله تعالى لما أغرق أهل الأرض إلا من آمن به, وهم الذين صحبوه في السفينة, جعل الله ذريته هم الباقين, فالناس كلهم من ذريته, وأما الخليل إبراهيم عليه السلام, فلم يبعث الله عز وجل بعده نبياً, إلا من ذريته, كما قال تعالى: "وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب" الاية, وقال تعالى, "ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب" وقال تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً" وقوله في هذه الاية الكريمة "ومن ذريته" أي وهدينا من ذريته "داود وسليمان" الاية, وعود الضمير إلى نوح, لأنه أقرب المذكورين ظاهر لا إشكال فيه, وهو اختيار ابن جرير. وعوده إلى إبراهيم, لأنه الذي سيق الكلام من أجله حسن, لكن يشكل عليه لوط, فإنه ليس من ذرية إبراهيم, بل هو ابن أخيه ماران بن آزر, اللهم إلا أن يقال إنه دخل في الذرية تغليباً, وكما قال في قوله "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون" فإسماعيل عمه دخل في آبائه تغليباً, وكما قال في قوله " فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس " فدخل إبليس في أمر الملائكة بالسجود, وذم على المخالفة لأنه كان في تشبه بهم, فعومل معاملتهم ودخل معهم تغليباً, وإلا فهو كان من الجن وطبيعته من النار, والملائكة من النور, وفي ذكر عيسى عليه السلام في ذرية إبراهيم أو نوح, على القول الاخر, دلالة على دخول ولد البنات في ذرية الرجل, لأن عيسى عليه السلام إنما ينسب إلى إبراهيم عليه السلام, بأمه عليها السلام, فإنه لا أب له. قال ابن أبي حاتم: حدثنا سهل بن يحيى العسكري, حدثنا عبد الرحمن بن صالح, حدثنا علي بن عابس, عن عبد الله بن عطاء المكي, عن أبي حرب بن أبي الأسود, قال: أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر, فقال: بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم, تجده في كتاب الله ـ وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده ؟ قال أليس تقرأ سورة الأنعام "ومن ذريته داود وسليمان" حتى بلغ "ويحيى وعيسى" قال بلى. قال أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب ؟ قال صدقت. فلهذا إذا أوصى الرجل لذريته, أو وقف على ذريته, أو وهبهم, دخل أولاد البنات فيهم, فأما إذا أعطى الرجل بنيه, دخل أولاد البنات فيهم, فأما إذا أعطى الرجل بنيه, أو وقف عليهم, فإنه يختص بذلك بنوه لصلبه وبنو بنيه, واحتجوا بقول الشاعر العربي:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأجانب
وقال آخرون: ويدخل بنو البنات فيهم أيضاً, لما ثبت في صحيح البخاري, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن علي "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" فسماه ابناً, فدل على دخوله في الأبناء. وقال آخرون: هذا تجوز, وقوله "ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم" ذكر أصولهم وفروعهم, وذوي طبقتهم وأن الهداية والاجتباء شملهم كلهم, ولهذا قال "واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم" ثم قال تعالى: "ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده" أي إنما حصل لهم ذلك بتوفيق الله وهدايته إياهم, "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون" تشديد لأمر الشرك وتغليظ لشأنه وتعظيم لملابسته, كقوله تعالى: "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك" الاية, وهذا شرط, والشرط لا يقتضي جواز الوقوع, كقوله "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" وكقوله "لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين" وكقوله "لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار". وقوله تعالى: "أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة" أي أنعمنا عليه- بذلك, رحمة للعباد بهم ولطفاً منا بالخليقة, "فإن يكفر بها" أي بالنبوة, ويحتمل أن يكون الضمير عائداً على هذه الأشياء الثلاثة, الكتاب والحكم والنبوة, وقوله "هؤلاء" يعني أهل مكة, قاله ابن عباس وسعيد بن المسيب والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد, "فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين" أي إن يكفر بهذه النعم, من كفر بها من قريش وغيرهم من سائر أهل الأرض, من عرب وعجم, ومليين وكتابيين, فقد وكلنا بها قوماً آخرين أي المهاجرين والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة, "ليسوا بها بكافرين" أي لا يجحدون منها شيئاً, ولا يردون منها حرفاً واحداً, بل يؤمنون بجميعها, محكمها ومتشابهها, جعلنا الله منهم بمنه وكرمه وإحسانه, ثم قال تعالى مخاطباً عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم "أولئك" يعني الأنبياء المذكورين, مع من أضيف إليهم من الاباء والذرية والإخوان, وهم الأشباه, "الذين هدى الله" أي هم أهل الهدى لا غيرهم "فبهداهم اقتده", أي اقتد واتبع, وإذا كان هذا أمراً للرسول صلى الله عليه وسلم, فأمته تبع له, فيما يشرعه ويأمرهم به, قال البخاري عند هذه الاية: حدثنا إبراهيم بن موسى, أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول أن مجاهداً أخبره, أنه سأل ابن عباس أفي (ص) سجدة ؟ فقال نعم, ثم تلا "ووهبنا له إسحاق ويعقوب" إلى قوله "فبهداهم اقتده" ثم قال هو منهم, زاد يزيد بن هارون, ومحمد بن عبيد, وسهل بن يوسف, عن العوام عن مجاهد, قلت لابن عباس فقال نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدي بهم. وقوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجراً" أي لا أطلب منكم على إبلاغي إياكم هذا القرآن أجراً أي أجرة, ولا أريد منكم شيئاً, "إن هو إلا ذكرى للعالمين" أي يتذكرون به, فيرشدوا من العمى إلى الهدى, ومن الغي إلى الرشاد, ومن الكفر إلى الإيمان.
والإشارة بقوله: 89- "أولئك الذين آتيناهم الكتاب" إلى الأنبياء المذكورين سابقاً: أي جنس الكتاب ليصدق على كل ما أنزل على هؤلاء المذكورين "والحكم" العلم "والنبوة" الرسالة أو ما هو أعم من ذلك "فإن يكفر بها هؤلاء" الضمير في بها للحكم والنبوة والكتاب، أو للنبوة فقط، والإشارة بهؤلاء إلى كفار قريش المعاندين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقد وكلنا بها قوماً" هذا جواب الشرط: أي ألزمنا بالإيمان بها قوماً " ليسوا بها بكافرين " وهم المهاجرون والأنصار، أو الأنبياء المذكورون سابقاً.
89- " أولئك الذين آتيناهم الكتاب "، أي: الكتب المنزلة عليهم، " والحكم "، يعني: العلم والفقه، " والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء "، الكفار يعني: أهل مكة، " فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين "، يعني: الأنصار وأهل المدينة، قاله أبن عباس و مجاهد ، وقال قتادة : فإن يكفر بها هؤلاء الكفار فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين، يعني: الأنبياء الثمانية عشر الذين ذكرهم هاهنا، وقال أبو رجاء العطاري : معناه فإن يكفر بها أهل الأرض فقد وكلنا بها أهل السماء، وهم الملائكة، ليسوا بها بكافرين.
89 " أولئك الذين آتيناهم الكتاب " يريد به الجنس . " والحكم " الحكمة أو فصل الأمر على ما يقتضيه الحق . "والنبوة " والرسالة " فإن يكفر بها " أي بهذه الثلاثة . " هؤلاء " يعني قريشا " فقد وكلنا بها " أي بمراعاتها : " قومًا ليسوا بها بكافرين " وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المذكورون ومتابعوهم . وقيل هم الأنصار أو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أو كل من آمن به أو الفرس وقيل الملائكة .
89. Those are they unto whom We gave the Scripture and command and prophethood. But if these disbelieve therein, then indeed We shall entrust it to a people who will not be disbelievers therein.
89 - These were the men to whom we gave the book, and authority, and prophethood: if these (their descendants) reject them, behold we shall entrust their charge to a new people who reject them not.