92 - (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) معك إلى الغزو وهم سبعة من الأنصار وقيل بنو مُقَرِّن (قلت لا أجد ما أحملكم عليه) حال (تولَّوا) جواب إذا أي انصرفوا (وأعينهم تفيض) تسيل (من) للبيان (الدمع حزَناً) لأجل (ألا يجدوا ما ينفقون) في الجهاد
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولا سبيل أيضاً على النفر الذين إذا ما جاءوك، لتحملهم، يسألونك الحملان، ليبلغوا إلى مغزاهم لجهاد أعداء الله معك، يا محمد، قلت لهم: لا أجد حمولة أحملكم عليها، " تولوا "، يقول: أدبروا عنك، " وأعينهم تفيض من الدمع حزنا "، وهم يبكون من حزن على أنهم لا يجدون ما ينفقون، ويتحملون به للجهاد في سبيل الله.
وذكر بعضهم: أن هذه الآية نزلت في نفر من مزينة
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه "، قال: هم من مزينة.
حدثني المثنى قال، أخبرنا إسحق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، قال: هم بنو مقرن، من مزينة.
حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك ، عن ابن جريج قراءةً، عن مجاهد في قوله: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، إلى قوله: " حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون "، ل: هم بنو مقرن، من مزينة.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، قال: هم بنو مقرن، من مزينة.
... قال، حدثنا أبي، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية ، عن عروة، عن ابن مغفل المزني، وكان أحد النفر الذين أنزلت فيهم: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، الآية.
حدثني المثنى قال، أخبرنا إسحق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة ، عن ابن جريج ، عن مجاهد في قوله: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا "، قال: منهم ابن مقرن. وقال سفيان: قال الناس: منهم عرباض بن سارية.
وقال آخرون: بل نزلت في عرباض بن سارية.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قالا، دخلنا على عرباض بن سارية، وهو الذي أنزل فيه: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم " الآية.
حدثني المثنى قال، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال، حدثنا الوليد قال، حدثنا ثور، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عمرو، وحجر بن حجر، بنحوه.
وقال آخرون: بل نزلت في نفر سبعة، من قبائل شتى.
ذكر من قال ذلك:
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب وغيره قال: " جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحملونه، فقال: لا أجد ما أحملكم عليه! فأنزل الله: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، الآية، قال: هم سبعة نفر: من بني عمرو بن عوف: سالم بن عمير، ومن بني واقف: هرمي بن عمرو، ومن بني مازن بن النجار: عبد الرحمن بن كعب، يكنى أبا ليلى، ومن بني المعلى: سلمان بن صخر، ومن بني حارثة: عبد الرحمن بن يزيد، أبو عبلة، وهو الذي تصدق بعرضه فقبله الله منه، ومن بني سلمة، عمرو بن غنمة، وعبد الله بن عمرو المزني ".
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحق قوله: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم " إلى قوله: " حزنا "، وهم البكاؤون، كانوا سبعة.
تم الجزء العاشر من المجلد السادس
ويليه إن شاء الله الجزء الحادي عشر من المجلد السادس
وأوله: القول في تأويل قوله تعالى: " إنما السبيل على الذين يستأذنونك " التوبة: 93
الرابعة- قوله تعالى: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم" روي أن الآية نزلت في عرباض بن سارية. وقيل: نزلت في عائذ بن عمرو. وقيل: نزلت في بني مقرن -وعلى هذا جمهور المفسرين- وكانوا سبعة إخوة، كلهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس في الصحابة سبعة إخوة غيرهم، وهم: النعمان ومعقل وعقيل وسويد وسنان وسابع لم يسم. بنو مقرن المزنيون سبعة إخوة هاجروا وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشاركهم -فيما ذكره ابن عبد البر وجماعة- في هذه المكرمة غيرهم. وقد قيل: إنهم شهدوا الخندق كلهم. وقيل: نزلت في سبعة نفر من بطون شتى، وهم البكاءون أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ليحملهم، فلم يجد ما يحملهم عليه، فـ " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون " فسموا البكائين. وهم سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف وعلبة بن زيد أخو بني حارثة. وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار. وعمرو بن الحمام من بني سلمة. وعبد الله بن المغفل المزني، وقيل: بل هو عبد الله بن عمرو المزني. وهرمي بن عبد الله أخو بني واقف، وعرباض بن سارية الفزاري، هكذا سماهم أبو عمر في كتاب الدرر له. وفيهم اختلاف. "قال القشيري: معقل بن يسار وصخر بن خنساء وعبد الله بن كعب الأنصاري، وسالم بن عمير، وثعلبة بن غنمة، وعبد الله بن مغفل وآخر. قالوا: يا نبي الله، قد ندبتنا للخروج معك، فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة نغز معك. فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون. وقال ابن عباس: سألوه أن يحملهم على الدواب، وكان الرجل يحتاج إلى بعيرين، بعير يركبه وبعير يحمل ماءه وزاده لبعد الطريق. وقال الحسن: نزلت في أبي موسى وأصحابه أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ليستحملوه، ووافق ذلك منه غضباً فقال: والله لا أحملكم ولا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاهم ذوداً. فقال أبو موسى: ألست حلفت يا رسول الله؟ فقال: إني إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني".
قلت: وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم بلفظه ومعناه. وفي مسلم: فدعا بنا فأمر لنا بخمس ذود غر الدرى ... الحديث. وفي آخره:
فانطلقوا فإنما حملكم الله. وقال الحسن أيضاً وبكر بن عبد الله: نزلت في عبد الله بن مغفل المزني، أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله. قال الجرجاني: التقدير أي ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم وقلت لا أجد. فهو مبتدأ معطوف على ما قبله بغير واو، والجواب تولوا. "وأعينهم تفيض من الدمع" الجملة في موضع نصب على الحال. "حزنا" مصدر. " أن لا يجدوا " نصب بأن. وقال النحاس: قال الفراء يجوز أ، لا يجدون، يجعل لا بمعنى ليس. وهو عند البصريين بمعنى أنهم لا يجدون.
الخامسة- والجمهور من العلماء على أن من لا يجد ما ينفقه في غزوه أنه لا يجب عليه. وقال علماؤنا: إذا كانت عادته المسألة لزمه كالحج وخرج على العادة لأن حاله إذا لم يتغير يتوجه الفرض عليه كتوجهه على الواجد. والله أعلم.
السادسة- في قوله تعالى: "وأعينهم تفيض من الدمع" ما يستدل به على قرائن الأحوال. ثم منها ما يفيد العلم الضروري، ومنها ما يحتمل الترديد. فالأول كمن يمر على دار قد علا فيها النعي وخمشت الخدود وحلقت الشعور وسلقت الأصوات وخرقت الجيوب ونادوا على صاحب الدار بالثبور، فيعلم أنه قد مات. وأما الثاني فكدموع الأيتام على أبواب الحكام، قال الله تعالى مخبراً عن إخوة يوسف عليه السلام: "وجاؤوا أباهم عشاء يبكون" [يوسف:16]. وهم الكاذبون، قال الله تعالى مخبراً عنهم: "وجاؤوا على قميصه بدم كذب" [يوسف:18]. ومع هذا فإنها قرائن يستدل بها في الغالب فتبنى عليها الشهادات بناء على ظواهر الأحوال وغالبها. وقال الشاعر:
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
وسيأتي هذا المعنى في يوسف مستوفى إن شاء الله تعالى.
ثم بين تعالى الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال, فذكر منها ما هو لازم للشخص لا ينفك عنه وهو الضعف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد, ومنه العمى والعرج ونحوهما, ولهذا بدأ به ومنه ما هو عارض بسبب مرض عن له في بدنه شغله عن الخروج في سبيل الله أو بسبب فقره لا يقدر على التجهيز للحرب, فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم ولم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم هذا, ولهذا قال: "ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم" وقال سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة رضي الله عنه قال: قال الحواريون يا روح الله أخبرنا عن الناصح لله ؟ قال الذي يؤثر حق الله على حق الناس, وإذا حدث له أمران أو بدا له أمر الدنيا وأمر الاخرة, بدأ بالذي للاخرة ثم تفرغ للذي للدنيا.
وقال الأوزاعي: خرج الناس إلى الاستسقاء فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال, يا معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة ؟ قالوا اللهم نعم, فقال اللهم إنا نسمعك تقول: "ما على المحسنين من سبيل" اللهم وقد أقررنا بالإساءة فاغفر لنا وارحمنا واسقنا, ورفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا, وقال قتادة نزلت هذه الاية في عائذ بن عمرو المزني, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا هشام بن عبيد الله الرازي, حدثنا ابن جابر عن ابن فروة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أكتب براءة, فإني لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال, فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه, إذ جاء أعمى فقال: كيف بي يا رسول الله وأنا أعمى ؟ فنزلت "ليس على الضعفاء" الاية, وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الاية, وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه, فجاءته عصابة من أصحابه فيهم عبد الله بن مغفل بن مقرن المزني فقالوا: يارسول الله احملنا فقال لهم: "والله لا أجد ما أحملكم عليه" فتولوا وهم يبكون وعز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا محملاً. فلما رأى الله حرصهم على محبته ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه فقال "ليس على الضعفاء" إلى قوله "فهم لا يعلمون" وقال مجاهد في قوله: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم" نزلت في بني مقرن من مزينة, وقال محمد بن كعب: كانوا سبعة نفر من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير, ومن بني واقف حرمي بن عمرو, ومن بني مازن بن النجار عبد الرحمن بن كعب ويكنى أبا ليلى, ومن بني المعلى سلمان بن صخر, ومن بني سلمة عمرو بن غنمة وعبد الله بن عمرو المزني, وقال محمد بن إسحاق في سياق غزوة تبوك: ثم إن رجالاً من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاءون وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم, من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير وعلية بن زيد أخو بني حارثة, وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار, وعمرو بن الحمام بن الجموح أخو بني سلمة وعبد الله بن المغفل المزني, وبعض الناس يقول بل هو عبد الله بن عمرو المزني, وحرمي بن عبد الله أخو بني واقف وعياض بن سارية الفزاري, فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حاجة فقال " لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون ".
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمر بن الأودي, حدثنا وكيع عن الربيع عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد خلفتم بالمدينة أقواماً ما أنفقتم من نفقة ولا قطعتم وادياً ولا نلتم من عدو نيلاً إلا وقد شركوكم في الأجر" ثم قرأ "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه" الاية, وأصل الحديث في الصحيحين من حديث أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً ولا سرتم سيراً إلا وهم معكم" قالوا وهم بالمدينة ؟ قال: "نعم حبسهم العذر", وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر, حبسهم المرض" ورواه مسلم وابن ماجه من طرق عن الأعمش به ثم رد تعالى الملامة على الذين يستأذنون في القعود وهم أغنياء, وأنبهم في رضاهم بأن يكونوا مع النساء الخوالف في الرحال "وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون".
ثم ذكر الله سبحانه من جملة المعذورين من تضمنه قوله: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه" والعطف على جملة "ما على المحسنين" أي ولا على الذين إذا ما أتوك إلى آخره من سبيل، ويجوز أن تكون عطفاً على الضعفاء: أي ولا على إذا ما أتوك إلى آخره حرج. والمعنى: أن من جملة المعذورين هؤلاء الذين أتوك لتحملهم على ما يركبون عليه في الغزو فلم تجد ذلك الذي طلبوه منك. قيل: وجملة "لا أجد ما أحملكم عليه" في محل نصب على الحال من الكاف في أتوك بإضمار قد: أي إذا ما أتوك قائلاً لا أجد، وقيل هي بدل من أتوك، وقيل جملة معترضة بين الشرط والجزاء، والأول أولى. وقوله: "تولوا" جواب إذا، وجملة "وأعينهم تفيض من الدمع" في محل نصب على الحال: أي تولوا عنك لما قلت لهم لا أجد ما أحملكم عليه حال كونهم باكين، و "حزناً" منصوب على المصدرية، أو على العلية، أو الحالية، و " أن لا يجدوا " مفعول له، وناصبه "حزناً". وقال الفراء: أن لا بمعنى ليس: أي حزناً أن ليس يجدوا، وقيل المعنى: حزناً على أن لا يجدوا، وقيل المعنى: حزناً أنهم لا يجدون ما ينفقون لا عند أنفسهم ولا عندك.
92-قوله تعالى: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم"، معناه: أنه لا سبيل على الأولين ولا على هؤلاء الذين أتوك وهم سبعة نفر سموا البكائين: معقل بن يسار، وصخر بن خنساء، وعبد الله بن كعب الأنصاري، وعلبة بن زيد الأنصاري، وسالم بن عمير، وثعلبة بن غنمة، وعبد الله بن مغفل المزني، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن الله قد ندبنا إلى الخروج معك فاحملنا.
واختلفوا في قوله: "لتحملهم" قال ابن عباس: سألوه أن يحملهم على الدواب.
وقيل سألوه أن يحملهم على الخفاف المرقوعة والنعال/ المخصوفة، ليغزوا معه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا أجد ما أحملكم عليه" تولوا، وهم يبكون، فذلك قوله تعالى: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون ".
92."ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم"عطف على"الضعفاء"أو على"المحسنين"،وهم البكاؤون سبعة من الأنصار : "معقل بن يسار وصخر بن خنساء وعبد الله بن كعب وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل وعلية بن زيد،أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا:قد نذرنا الخروج فاحملنا على الخفاف المرعوقة والنعال المخصوفة نغز معك ، فقال عليه السلام: لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون."وقيل هم بنو مقرن معقل وسويد والنعمان . وقيل أبو موسى وأصحابه ."قلت لا أجد ما أحملكم عليه"حال من الكاف في"أتوك"بإضمار قد."تولوا"جواب إذا ."وأعينهم تفيض"تسيل."من الدمع"أي دمعاً فإن من للبيان وهي مع المجرور في محل النصب علا التمييز وهو أبلغ من يفيض دمعها، لأنه يدل على أن العين صارت دمعاً فياضاً."حزناً"نصب على العلة أو الحال أو المصدر لفعل دل عليه ما قبله ." أن لا يجدوا "لئلا يجدوا متعلق ب"حزناً"أوب"تفيض"."ما ينفقون"في مغزاهم.
92. Nor unto those whom, when they came to thee (asking) that thou shouldest mount them, thou didst tell: I cannot find whereon to mount you. They turned back with eyes flowing with tears, for sorrow that they could not find the means to spend.
92 - Nor (is there blame) on those who came to thee to be provided with mounts, and when thou saidst, I can find no mounts for you, turned back, their eyes streaming with tears of grief that they had no resources wherewith to provide the expenses.